باحث: سوريا ستظل ثقبا أسود للفوضى بالمنطقة

In this picture taken Thursday, April 14, 2016, Syrian soldiers walk through a devastated part of the town of Palmyra as families load their belongings onto a bus in the central Homs province, Syria. Thousands of residents of this ancient town who fled Islamic State rule are returning briefly to check on their homes and salvage what they can _ some carpets, blankets, a fridge or a few family mementos. (AP Photo/Hassan Ammar)
مخلفات الحرب في تدمر بمحافظة حمص السورية الخميس الماضي (أسوشيتد برس)
كل النشاطات الدبلوماسية التي تسارعت مؤخرا وحرّكت ساكن القضية السورية لا تزال تغفل أمرا أساسيا وهو أن دولة سوريا قد تصدعت ولن تستطيع أي تسوية سلمية توحيدها وإنقاذها، وستبقى سوريا ثقبا أسود لا قاع له في ؤثر بمنطقة الشرق الأوسط وينشر عدم الاستقرار والفوضى في كل أطرافها.

ورد ذلك بمقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم للباحث بمؤسسة القرن -سينشري فاونديشن- الأميركية ثاناسيس كامبانيس قال فيه إن سوريا اليوم عبارة عن فسيفساء من الإقطاعيات الصغيرة، إذ "تخلت الدولة عن سيطرتها على أراضي واسعة لإيران، وروسيا، وحزب الله، والمعارضة المسلحة من تنظيم الدولة إلى مجموعات المعارضة الصغيرة".

وأوضح كامبانيس أن هذه المجموعات الصغيرة المعارضة يقودها تجار حرب محليون يعتمدون على مانحين أجانب، وأنهم يرسمون حدود مناطقهم بنقاط تفتيش مسلحة، وأن زعماءها الذين تذوقوا طعم السلطة حتى بمستوياتها الدنيا، لن يخضعوا لأي سلطة حكومية وطنية.

ثقب أسود
وحذّر من أن انهيار سوريا سيعرّض استقرار الشرق الأوسط لتهديدات كبيرة لأن سوريا كانت لاعبا كبيرا بالمنطقة منذ الحرب العالمية الثانية، "إيجابيا أحيانا وسلبيا أحيانا أخرى" موضحا أن سوريا ستفرض نفوذها هذه المرة على المنطقة كثقب أسود لا حدود له.

وأضاف أن الحرب السورية نشرت بالفعل الفوضى بتشريدها ملايين اللاجئين إلى ما وراء الحدود وحضانتها لتنظيم الدولة وتهريب الأسلحة الكبير والنشط والأموال للمليشيات بسوريا.

وقال إن الفصل القادم من الحرب السورية سيكون أسوأ -ولو أبرم جزء من المعارضة المسلحة اتفاقا مع حكومة الرئيس بشار الأسد– لأن المساحة التي سيحاول الطرفان حكمها ستكون بقايا دولة، كما أن الاقتصاد الإنتاجي الصناعي ونظم التعليم والصحة التي كانت تعمل بشكل جيد بمقاييس المنطقة، لن تعود كما كانت.

وتساءل الكاتب عن الآمال التي أعرب عنها الجميع في محادثات جنيف، قائلا إن من أسبابها سياسة القوى العظمى، إذ إن روسيا وأميركا تبحثان عن طرق لتهدئة التوترات، ويعتقد الدبلوماسيون في كلا البلدين أن التوصل لاتفاق حول سوريا في جنيف سيؤدي إلى تقدم في قضايا أخرى يعتبرونها أكثر أهمية مثل أوكرانيا.

والسبب الآخر هو الشعور بالإنهاك، إذ إن إيران وحزب الله استمرا يدعمان نظام الأسد فترة طويلة دون تحقيق مكاسب واضحة لولا التدخل الروسي، بالإضافة إلى أن أميركا وتركيا والدول التي تدعم المعارضة درجت على وقف دعمها كلما تقدمت هذه المعارضة ميدانيا لعدم ضمان أن هذه المعارضة ستتصرف بمسؤولية إذا تسلمت السلطة.

المصدر : نيويورك تايمز