أذربيجان حليف إسرائيل الإستراتيجي في القوقاز

أذربيجان صدرت لإسرائيل خلال عام 2022 أكثر من مليوني طن من النفط
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال استقبال وزير الخارجية الأذري إلمار محمد ياروف (الأوروبية)
تحدث الخبير الأمني الإسرائيلي في صحيفة معاريف يوسي ميلمان عما سماه "العلاقة الغرامية" بين إسرائيل وحليفتها الشيعية في بلاد القوقاز أذربيجان، في ظل التعاون الأمني الاستخباري بينهما بجانب عمليات تصدير السلاح بمبالغ مالية كبيرة، بحيث تحولت أذربيجان المصدرة للنفط إلى الدولة المسلمة الأكثر قربا من إسرائيل في شمال منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وأذربيجان بدأت فور إعلان الأخيرة استقلالها عقب تفكك الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991، وهذه العلاقات في طريقها للتطور والتنامي خاصة أن الرئيس الأذري إيلهام علييف يرى في إسرائيل حليفة إستراتيجية.

وأشار إلى أن هذا التحالف يزداد قوة على خلفية اندلاع الصراع المتجدد بين أذربيجان وجارتها أرمينيا للسيطرة على إقليم ناغورنو كرباخ المتنازع عليه بينهما، حيث يستخدم جيش أذربيجان في هذه المعارك أسلحة ووسائل قتالية إسرائيلية.

وقال ميلمان ذو العلاقات الوثيقة مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إن المفارقة في علاقات إسرائيل بأذربيجان ليست في كونها دولة مسلمة فحسب، وإنما لأن غالبية سكانها (وعددهم عشرة ملايين) من الشيعة، مشيرا إلى أنها تشهد انتخابات بين حين وآخر ولكنها دولة غير ديمقراطية، وهذا لا يثير اهتمام إسرائيل كثيرا في ظل أنها تحتفظ مع النظام الحاكم هناك بعلاقات ومصالح مشتركة.

أهمية إستراتيجية
وشدد على أن أهمية أذربيجان في نظر إسرائيل تكمن في أنها دولة تطل على بحر قزوين ولديها حدود مع إيران وأرمينيا وروسيا وجورجيا، وهي أسباب تثير اهتمام إسرائيل فضلا عن كون أذربيجان دولة مصدرة للنفط وموازنتها العسكرية السنوية كبيرة نسبيا.

ونقل ميلمان عن تقارير صحفية أجنبية أن أذربيحان تضم قاعدة كبيرة لجهاز الموساد الإسرائيلي، تستغل قربها الجغرافي من إيران لتعقب ما يحصل داخلها من تطورات، وقد اتهم ناطقون إيرانيون جارتهم الأذرية بمنح الاستخبارات الإسرائيلية فرصة للقيام بعمليات أمنية فيها، بما في ذلك عمليات تجسس وتنصت ومراقبة.

وقال الخبير الإسرائيلي إن "أجهزة الأمن الأذرية كشفت في 2009 عن اتصالات تجريها الاستخبارات الإيرانية وحزب الله لتنفيذ عملية مسلحة ضد السفارة الإسرائيلية ومؤسسات يهودية في باكو، انتقاما لاغتيال عماد مغنية على يد الموساد والسي آي أي عام 2008 في دمشق".

وأكد ميلمان أن قيمة العلاقات التجارية الثنائية بين إسرائيل وأذربيحان تصل إلى عدة مليارات من الدولارات، بما في ذلك شراء النفط الأذري لمحطات الطاقة الإسرائيلية بجانب صفقات السلاح، فضلا عن اللقاءات الثنائية المشتركة بينهما، والزيارات المتبادلة بين وزراء الدولتين.

وتابع "في 2012 التقى الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريس مع نظيره الأذري، كما قام وزيرا الدفاع الإسرائيليين السابق بنيامين بن أليعازر والحالي موشيه يعلون بزيارتين لباكو، وهو ما يشير إلى أن إسرائيل ترى في أذربيجان سوقا مهما لبيع الأسلحة والمواد القتالية في آسيا بعد الهند".

وختم ميلمان مقاله بتأكيد أن إسرائيل تبيع لأذربيجان طائرات استطلاع ومواد استخبارية متطورة ومراكز سيطرة وتحكم، وهناك توجه إسرائيلي لبيع أذربيجان قمرا صناعيا للتجسس بقيمة 150 مليون دولار، لا تشمل كلفة الإرسال والمحطة الأرضية، وهذا بجانب الدور الكبير الذي تقوم به إسرائيل لبناء 12 سفينة لحراسة السواحل الأذرية بكلفة ربع مليار دولار.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية