المغني بونو يدعو لتفكير جديد بأزمة اللاجئين

Irish rock star and activist Bono, left, speaks with Deputy Secretary of State Tony Blinken, on Capitol Hill in Washington, Tuesday, April, 12, 2016, prior to testifying before the Senate State, Foreign Operations, and Related Programs subcommittee hearing on the causes and consequences of violent extremists, and the role of foreign assistance. (AP Photo/Andrew Harnik)
بونو (يسار) قبيل حديث له بجلسة استماع بالكونغرس الأميركي أمس عن دور المساعدات الخارجية (أسوشيتد برس)

دعا المغني الإيرلندي بول ديفد هيوسن قائد "فرقة يو 2 الغنائية" الشهير "ببونو" المجتمع الدولي إلى التفكير بأفق أوسع في أزمة اللجوء، وتنفيذ مشروع كبير يضاهي مشروع مارشال لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة الأزمة.

وأوضح بونو في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز أن المجتمع الدولي يجب ألا يتباطأ بالمساهمة في التنمية والأمن في البلدان التي تعطلت فيها مؤسسات الدولة وتبخرت فيها آمال الناس.

وقال إنه عاد مؤخرا من الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، حيث زار عددا من مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا وكينيا كناشط ومواطن أوروبي، مضيفا أنه من الصعب أن يتخيل الشخص حياة اللاجئ، "لكن زيارته حيث يعيشون توفر فرصة المعايشة الواقعية لآلامهم، وتجدد علاقة الشخص بهؤلاء الناس وبلدانهم التي تمزقها الصراعات".

أزمة الجميع
وأضاف أنه خلال العام أو العامين الماضيين أصبح النزوح البشري الجماعي من دول تنهار مثل سوريا، ليس مشكلة تخص الشرق الأوسط أو شرق أفريقيا فقط، بل أصبحت تخص أوروبا وأميركا والعالم جميعا.

وأشار إلى أن مسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن العالم يمر بأسوأ أزمة للنزوح القسري منذ الحرب العالمية الثانية، ففي 2010 كان عشرة آلاف شخص -في المتوسط- يغادرون ديارهم يوميا في العالم، وتضاعف هذا العدد أربع مرات بعد أربع سنوات.

المغني بونو:
إذا انهارت دولة مثل نيجيريا في كثافة سكانها فسيندم العالم، ويتمنى لو كان فكر بأفق أوسع مما يفكر به الآن وقبل حلول العاصفة

ولفت الانتباه إلى أن هناك فكرة سائدة في العالم -رغم خطئها- وهي أن اللجوء أمر مؤقت، قائلا إنه التقى لاجئين قضوا جيلين أو كامل حياتهم بعيدين عن ديارهم، ويواجهون اللجوء في البلد المضيف الذي يوافق على وجودهم لديه، "لكن دون الحق في التنقل والعمل".

سرعة التحرك
وأوضح أنه التقى لاجئين ومسؤولين في الأمم المتحدة عن اللاجئين ومسؤولين في الدول الغنية والبنك الدولي ومنظمات المجتمع الدولي، وأعرب عن اعتقاده بأن تكون هذه الجهات أكثر ذكاء وسعة أفق، وأن تتحرك بأسرع ما يكون لمواجهة أزمة اللجوء الحالية ومنع أخرى في المستقبل.

وقال إنه يرى ثلاثة مجالات للعمل: الأول زيادة العون الإنساني للاجئين والدول المضيفة، مشيرا إلى أنه عندما زار مخيم داداب لإيواء اللاجئين الصوماليين في كينيا لمس فقرا ومعاناة، ليس بسبب تقاعس مسؤولي الأمم المتحدة، بل بسبب تقصير الحكومات التي يُتوقع أن تقدم العون "لتخفيف هذه المأساة العالمية".      

والمجال الثاني -حسب بونو- أن تتم مساعدة الدول المضيفة على التعامل مع اللاجئين ليس بوصفهم عبئا عليها، بل بكونهم مصدر خير لها من خلال المساعدات التنموية والصفقات التجارية وتشجيع الأعمال والاستثمارات، وقال إن مسؤولي البنك الدولي يتفقون معه في هذا الرأي.

قبل العاصفة
وفي هذا المجال، دعا إلى السماح للاجئين بالعمل؛ "فكثير منهم تجار، ومدرسون، وموسيقيون، وغير ذلك، ويرغبون في ممارسة مهنهم هذه أو تعلم مهن جديدة".

والمجال الثالث -كما يقول بونو- أن يعزز المجتمع الدولي مساعداته التنموية للدول التي لم تنهر بعد لكنها ممزقة بالصراعات والفساد وضعف الحكم، قائلا إن الاستثمار في الاستقرار أقل كلفة من مواجهة الفوضى.

وحذّر من أنه إذا انهارت دولة مثل نيجيريا في كثافة سكانها فسيندم العالم، ويتمنى لو كان فكر بأفق أوسع مما يفكر به الآن وقبل حلول العاصفة.

المصدر : نيويورك تايمز