معاريف: القتال بسوريا ينهي فكرة إعادة الجولان

الجيش الإسرائيلي يعزز وجوده في مرتفعات الجولان
الحرب السورية أدت إلى تدعيم الوجود العسكري الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة وفق الخبير الإسرائيلي (الجزيرة)

قال الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان إن إسرائيل تحظى بفرصة تاريخية من استمرار القتال في سوريا، مشيرا إلى أن الحرب السورية أدت تقريبا إلى إنهاء فكرة إعادة هضبة الجولان إلى دمشق.

وأكد ميلمان في مقال بصحيفة معاريف أن الحرب السورية أدت إلى طي صفحة إعادة هضبة الجولان للسوريين مقابل اتفاق سياسي، وهذا الأمر يحظى بموافقة المجتمع الدولي، وقد تراجع كل من ينادي بفكرة الجولان مقابل السلام.

وأشار ميلمان في مقاله إلى أنه لم تعد هناك دولة في سوريا، وقد فقدت البلاد الكثير من ترسانتها الصاروخية، وتم تدمير سلاحها الكيميائي، كما أن استنزاف حزب الله في الحرب السورية يقوي من موقع إسرائيل الإستراتيجي، ويقلل من تهديد المنظمة الشيعية اللبنانية.

ويرى ميلمان أن اتفاق وقف إطلاق النار يساعد بشار الأسد ويمنح جيشه استراحة محارب، وقد حصل على فرصة إضافية لزيادة قوته لشن جولة جديدة من القتال إذا تجددت المعارك، بعد أن حقق النظام السوري إنجازات ذات قيمة، خاصة في جبهة حلب، ومنحته قدرة على توسيع سيطرته على مناطق إضافية.

‪خروق  الهدنة التي حصلت في سوريا لا تشير إلى انهيارها وفق الخبراء  والمحللين الإسرائيليين‬ خروق  الهدنة التي حصلت في سوريا لا تشير إلى انهيارها وفق الخبراء  والمحللين الإسرائيليين (الجزيرة)
‪خروق  الهدنة التي حصلت في سوريا لا تشير إلى انهيارها وفق الخبراء  والمحللين الإسرائيليين‬ خروق  الهدنة التي حصلت في سوريا لا تشير إلى انهيارها وفق الخبراء  والمحللين الإسرائيليين (الجزيرة)

إنجاز روسي
ويشير الخبير الأمني الإسرائيلي إلى أن معظم الخبراء والمحللين الإسرائيليين لم يتوقعوا أن يصمد وقف إطلاق النار في سوريا، رغم الاتهامات المتبادلة من قوات النظام والمعارضة بخرق الهدنة المعلنة، لكنها ما زالت صامدة حتى اليوم.

وبحسب ميلمان فإن أكثر ما يثير الانتباه أن السماء السورية تبدو هادئة، لكن الطيران الروسي يواصل مراقبته ورصده للأهداف دون إلقاء صواريخ أو قذائف، إلا على مواقع تابعة لـتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

ويؤكد ميلمان -الوثيق الصلة بالدوائر الأمنية الإسرائيلية- أن قائد مركز السيطرة والتنسيق الروسي في سوريا الجنرال سيرغي كورلينكو هو من أعدّ الخطط التفصيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع نظرائه الأميركيين من خلال غرفة العمليات الموجودة في العاصمة الأردنية عمان، حيث يوجد تعاون عالي المستوى بين موسكو وواشنطن، يشمل تبادل معلومات أمنية عن المجموعات المسلحة التي تحترم وقف إطلاق النار أو تخرقه.

ويشير الكاتب إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يعد إنجازا إستراتيجيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه يظهره شريكا للرئيس الأميركي باراك أوباما، وزعيما يسعى لوقف نزيف الدماء في سوريا، الذي قتل حتى اليوم أكثر من ثلاثمئة ألف سوري وأصاب نصف مليون آخرين وأبقى ما يقارب 22 مليون سوري من دون مأوى أو لاجئين خارج حدود الدولة السورية.

وتعد هذه المرة الأولى التي تتفق فيها واشنطن وموسكو على التنسيق العسكري والأمني، منذ أن فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على موسكو، عقب اجتياحها أوكرانيا خلال الحرب الدائرة هناك قبل سنوات.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية