خبير عسكري إسرائيلي: بوتين حقق أهدافه بسوريا

A handout picture dated 03 October 2015 made available on the official website of the Russian Defence Ministry shows a Russian SU-24 M bomber taking off from the Syrian Hmeymim airbase, outside Latakia, Syria. According to statement published 24 November 2015 on the the official website of the Russian Defence Ministry, a Russian SU-24 aircraft from the Russian air group deployed in Syria crashed on the Syrian territory. Turkish F-16s shot down a Russian fighter plane near the border with Syria, Anadolu news agency reported. EPA/RUSSIAN DEFENCE MINISTRY / HANDOUT
مقاتلة روسية تغادر قاعدة حميميم السورية (أسوشيتدبرس)

كتب الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن روسيا انسحبت بعدما حققت أهدافها المتمثلة بقاعدة عسكرية مقابل ميناء طرطوس السوري على البحر المتوسط، وميناء بحري على شاطئ اللاذقية، ومطار عسكري في قاعدة حميميم شمال اللاذقية، وقاعدة جوية في مدينة حمص، ونفوذ سياسي في الشرق الأوسط.

وأضاف أن هذا أقصى ما كان يحلم به الروس، وهو ما لم يحظ به الاتحاد السوفياتي في ذروة قوته قبيل سقوطه، وهذه الإنجازات لم يكن ليحققها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولا صعوبة ما يمر به الأسد، والضغوط التي مارسها عليه.

ووفقا للكاتب فإن سحب بعض القوات الجوية الروسية من سوريا لا يغير كثيرا من الواقع الراهن، لأن إسرائيل لا تعرف كم من الطائرات الروسية سوف تعود إلى بلادها، ومن الواضح أن جزءا منها سوف يبقى داخل الأراضي السورية، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى ضد الطائرات، مشيرا إلى أن إسرائيل تعتقد أن التنسيق الأمني مع الروس ما زال مهما.

من جهته قال المستشرق الإسرائيلي البروفيسور آيال زيسر إن قرار روسيا بالانسحاب من سوريا قوبل بمفاجأة كبيرة لدى دوائر صنع القرار في العالم، وبظلال من الشك بجدية الروس، لأنه بعد إعلان بدء الانسحاب لا تزال العشرات من الطائرات والسفن الحربية الروسية، ومعها العديد من المستشارين العسكريين، تقاتل إلى جانب بشار الأسد ضد معارضيه.

وأوضح زيسر في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" أنه رغم أن الهدف الذي أعلنته موسكو من وراء تدخلها في سوريا هو مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية، فإن كثيرا من الهجمات الجوية الروسية لم تستهدف التنظيم، بل تركزت على المعارضة السورية الناشطة في غرب سوريا والسوريين الداعمين لها.

وذكر أن الخطوة الروسية بالانسحاب من سوريا ترافقت مع خطوات أخرى إضافية، من بينها التعاون الروسي الأميركي للتوصل إلى حل سياسي للأحداث في سوريا، وبدء التلميحات المتزايدة حول تحويلها إلى دولة فدرالية، يبقى فيها نظام بشار الأسد في جزء من البلاد وتمنح الأجزاء الأخرى للمعارضة السورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ورغم مباهاة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن القوات الروسية حققت أهدافها من التدخل العسكري الذي بدأ في سبتمبر/أيلول 2015، فقد جاء ذلك على حساب الدمار والخراب الذي جلبته على السوريين القوة العسكرية الروسية والإيرانية وحزب الله اللبناني.

وختم زيسر -وهو رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب وخبير في الشؤون السورية- مقاله بالقول "في النهاية فإن قرار بوتين بالانسحاب من سوريا يؤكد فشل الروس في إخضاع المعارضة السورية، رغم الهالة التي أعطوها لأنفسهم، والخشية من تحول سوريا إلى أفغانستان ثانية، ما يعني أن قناعات جديدة توفرت لبوتين بأنه لا يمكن حل كل شيء بالقوة العسكرية.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية