معاريف: أنفاق غزة تثير الخلاف في إسرائيل

A Palestinian fighter from the Izz el-Deen al-Qassam Brigades, the armed wing of the Hamas movement, gestures inside an underground tunnel in Gaza in this August 18, 2014 file photo. The Israeli government says its investigations have not come up with any evidence the night-time noises reported by villagers living near Gaza emanate from tunnels, but assertions by Hamas of extensive cross-border digging has only fueled concern. REUTERS/Mohammed Salem/Files
أحد عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس داخل نفق بغزة (رويترز)

أفادت صحيفة معاريف بأن التطورات المتلاحقة بشأن قضية أنفاق غزة تدفع الجيش الإسرائيلي لمطالبة المستوى السياسي بضرورة فعل شيء إزاء هذه القضية، بينما تواصل إسرائيل من جهة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة ثانية جهودهما التسلحية.

وكتب ران أدليست أن ما وصفها بحالة الذعر التي تعيشها إسرائيل بشأن قضية أنفاق غزة تعدّ طريقة مناسبة لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت كي يثبت للمستوى السياسي الإسرائيلي أن إدارته للوضع القائم مع الفلسطينيين تمهد الطريق لوقوع ما عدّها الكارثة.

وقال إن هذا ليس رأيا يعبر عن اليسار الإسرائيلي، وإنما يقترب من الإجماع السياسي في إسرائيل.

وأضاف أن القلق الذي شعر به الإسرائيليون الأسبوع الماضي عقب انهيار عدد من أنفاق حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة ذكرهم بأن ما وصفها "بالأدغال" لم تعد خارج حدود إسرائيل وإنما باتت في غرف الإسرائيليين.

ونقل ران أدليست عن قائد فرقة غزة في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي إيتي فينروف أن حركة حماس قامت بترميم قوتها العسكرية وعادت لحفر الأنفاق، في حين يواصل سكان غلاف غزة الإسرائيليون تداول أنباء مفادها بأنهم يسمعون أصوات حفريات أسفل منازلهم.

وأشار إلى أن التطورات المتلاحقة حول قضية الأنفاق تدفع الجيش الإسرائيلي الذي يمثل المستوى العسكري لمطالبة المستوى السياسي بضرورة أن يفعل شيئا إزاء الوضع القائم مع الفلسطينيين.

نفقات
وأوضح المصدر ذاته أن ما يتم تداوله بين ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي حول التعامل مع صيغة الأنفاق في غزة يتراوح بين خيارين: إما التوصل إلى اتفاق سياسي بين إسرائيل وحركة حماس أو توفير مبالغ مالية كبيرة لإقامة العائق المادي على حدود غزة وإسرائيل للتصدي لهذه الأنفاق، وهي نفقات تصل قيمتها إلى مليارات الشواكل.

وقال إنه رغم أن وزير المالية موشيه كحلون أكد خلال زيارته إلى منطقة غلاف غزة أن المال ليس مشكلة لتوفير الأمن للإسرائيليين، فمن الواضح أنه لا يعرف كم من المال عليه أن يدفع.

وبالتزامن مع كل هذا الجدل الإسرائيلي حول الأنفاق، صدر تقرير مراقب الدولة الذي توقف طويلا عند ما عدّه الإخفاق الإسرائيلي تجاه الأنفاق قبيل اندلاع حرب غزة الأخيرة (الجرف الصامد)، وهو ما قد يكون دفع الحكومة الإسرائيلية لتوجيه كاميرات التصوير لتوثيق مشاهد الحفارات قبالة حدود القطاع، وهي تواصل بحثها عن الأنفاق، وفق المتحدث ذاته.

وذكر ران أدليست أن النقاش الإعلامي خلال الأيام القليلة الماضية حول قضية الأنفاق دفع لتبادل رسائل متناقضة للجمهور الإسرائيلي؛ ففي صباح يوم يبدو الطرفان حماس وإسرائيل يقتربان من الحرب، وفي اليوم التالي لا يبدو أنهما معنيتان بالقتال، وهكذا تتغير التقديرات طوال أيام الأسبوع.

كرة ثلج
وقال الكاتب إن من الواضح أننا نقف إزاء كرة ثلج تتدحرج بين حماس وإسرائيل بغض النظر عن قضية الأنفاق، فالطرفان يواصلان جهودهما لمزيد من التطور والتسلح وكل دولار تنفقه حماس في ذلك تدفع إسرائيل مقابله مليون دولار لإحضار أسلحة مضادة.

وأفاد أدليست بأنه أمام كل موقع عسكري للجيش الإسرائيلي على حدود غزة تقيم حماس موقعا يقابله، وكل ذلك يشير إلى أننا أمام حرب نفسية سيكولوجية هدفها إعلان السيادة لأي منهما على هذه المنطقة الجغرافية الحدودية.

وفي اللحظة التي تندلع فيها أول رصاصة في المواجهة القادمة يمكن الافتراض أن جميع مواقع حماس العسكرية الحدودية سيتم تدميرها بين خمس ثوان وخمس دقائق، تؤكد الصحيفة.

وفي حين يتلقى الجمهور الإسرائيلي صورة ميدانية تفيد بأن حماس لديها أنفاق هجومية على الحدود مع غزة هدفها تنفيذ عمليات مسلحة ضد أي من التجمعات اليهودية المجاورة، فإن الأكيد أنها أنفاق دفاعية تستخدمها الحركة لتدافع عن نفسها داخل قطاع غزة إذا تعرضت لهجوم عسكري إسرائيلي.

وقال الكاتب إن هذا لا ينفي أن تكون هناك أنفاق هجومية، مع العلم بأن المواجهة الحقيقية لأنفاق حماس تتمثل في أن يتلقى الجيش الإسرائيلي تعليمات من المستوى السياسي بإعادة احتلال قطاع غزة والحصول على معلومات دقيقة ووسائل خاصة.

المصدر : الجزيرة