لوس أنجلوس: أين الغضب مما يجري بسوريا؟

People stand in the besieged town of Madaya, in the countryside of Damascus, Syria, 14 January 2016. Convoys of humanitarian supplies, the second in a week, were on their way to three besieged Syrian towns. Some 44 trucks will enter the rebel-held town of Madaya near the capital Damascus and 17 others will enter the government-controlled towns of Foua and Kefraya in north-western Syria, the International Committee of the Red Cross (ICRC) said. Reports of starvation in Madaya, a mountain town near the Lebanese border, had triggered a global outcry. The aid deliveries were arranged under a UN-sponsored deal between government and rebel forces.
مواطنون بمضايا السورية المحاصرة في انتظار المعونات الإنسانية (الأوروبية)

قالت لوس أنجلوس تايمز إنه من المدهش في القرن الـ21 -وبعد كل ما عانته البشرية في الحربين العالميتين الأولى والثانية وفي رواندا والبوسنة والهرسك وغيرها- أن يسمح العالم باحتجاز مدنيين رهائن وتعريضهم للقتل والتعذيب والاغتصاب من دون أن يثير ذلك غضب الناس العاديين حول العالم.

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها التي نشرتها قبيل التوصل لقرارات ميونيخ بشأن سوريا فجر اليوم إلى أن لجنة الأمم المتحدة المختصة توصلت هذا الأسبوع إلى أن الحكومة السورية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بما في ذلك القتل والاغتصاب والتعذيب والسجن والإخفاء، بالإضافة إلى الإبادة وأعمال غير إنسانية أخرى.

وتساءلت: هل من يسمع؟ وأضافت أين الغضب من صور المدنيين السوريين الجوعى المحاصرين بمضايا؟ وأين الغضب من كيلو الأرز الذي يباع بـ150 دولارا، وحصار حلب وقصفها هذا الأسبوع من قبل القوات الموالية للنظام بهدف حصار مئات الآلاف من المدنيين داخلها وقطع إمدادات الطعام عنهم، وحشود اللاجئين السوريين الذين يلوذون بحدود تركيا للهروب من المخاطر التي يشكلها النظام ومعارضوه؟

وتقول الصحيفة إنه رغم الخراب والدمار الذي تشهده سوريا فإن العالم لم يتحرك، فالأوروبيون يختلفون بشأن عدد اللاجئين الذين يجب استيعابهم والولايات المتحدة تتأرجح بين المشاركة بقوة أو لا في صراعها الرابع بالمنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر، لكن روسيا وحدها التي تتمتع بالإصرار واليقين بما تفعله من خلال الغارات التي تهدف إلى استمرار النظام الوحشي للرئيس بشار الأسد، ويبدو أنها نجحت في تحويل وجهة الحرب.

وأكدت لوس أنجلوس تايمز أن بشار الأسد "طاغية مجرم" تسبب في حرب أهلية مدمرة ردا على احتجاجات سلمية ضد نظامه، وأن العالم سيكون أفضل لو غادر منصبه غدا "لكن يبدو أن هناك إجماعا يتزايد على أن الأولوية الملحة الآن يجب ألا تكون مستقبل بشار الأسد، بل العثور على وسيلة لوقف إطلاق النار تنهي القتل والتدمير، وتقود في نهاية الأمر إلى سلام دائم".

وشككت الصحيفة في فرص السلام بسوريا، ورغم ذلك قالت إنه لا يوجد خيار غير السعي من أجله، ودعت إلى وقف القصف واستخدام القنابل العنقودية، وإلى وتوصيل الطعام والأدوية للسوريين المحاصرين من قبل النظام أو تنظيم الدولة الإسلامية أو المجموعات الأخرى، وإجلاء الجرحى من المناطق التي يصعب الوصول إليها والسماح لمنظمات العون بالوصول إلى المحتاجين من دون عائق.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز