مستشرق إسرائيلي يحذر من تداعيات مأساة حلب

Israeli soldiers walk towards the border with Syria, near the Druze village of Majdal Shams in the Israeli-occupied Golan Heights February 18, 2016. REUTERS/Baz Ratner
مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي في الجولان المحتل (رويترز-أرشيف)

قال المستشرق الإسرائيلي آيال زيسر إن التقدير الإسرائيلي السائد عقب معركة حلب الأخيرة يتطلب الاعتراف أولا وأخيرا بأن من حقق الإنجاز فيها هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورجال الحرس الثوري الإيراني ومقاتلو إيران في سوريا وحسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني.

وأضاف في مقال له بصحيفة إسرائيل اليوم أن روسيا نجحت من خلال هذا الحلف الثلاثي في العودة مجددا إلى الشرق الأوسط، وإيران عملت على تأمين موقع لها كقوة إقليمية ذات تأثير واضح، رغم وجود اختلافات جوهرية بين موسكو وطهران بشأن المستقبل البعيد للمنطقة، خاصة من سيحكم سوريا، ومن سيحدد لبشار الأسد خطواته اللاحقة، لكن السنوات القليلة القادمة ستشهد حفاظهما على مصالحهما المشتركة.

وأوضح أن إسرائيل استخلصت جملة من الدروس والعبر من معركة حلب الأخيرة، أولها أن من يعتمد على الدعم الدولي ويرهن مستقبله لهذا الدعم سيعود بخيبة أمل كبيرة، فالعالم لا يعترف إلا بالأقوياء والمنتصرين، ويفضل لإسرائيل أن تحتفظ بقوتها لتوفير أمنها في المنطقة.

ثاني الدروس الإسرائيلية من معركة حلب أن الحرب في سوريا لن تستمر حتى النهاية، وربما تنتهي بانتصار متوقع للأسد وحلفائه بصورة أكثر تبكيرا مما توقعت إسرائيل، لأن عودة الأسد إلى حلب قد يتبعها عودته إلى الجولان التي فقدها لصالح المسلحين قبل عامين، ما يعني أن الفرص الكبيرة التي كانت متاحة أمام إسرائيل للعمل بحرية داخل الأراضي السورية قد تغلق مجددا.

والدرس الثالث لإسرائيل من معركة حلب هو التأثير المتزايد لحلفاء الأسد من الروس والإيرانيين وحزب الله، فلا شك أن روسيا حظيت بنسبة كبيرة من انتصار حلب، بجانب المليشيات الشيعية التابعة لإيران.

أما الدرس الإسرائيلي الرابع فهو أن المنظمات الإسلامية الجهادية لن تختفي بعدما حصل في حلب، على العكس من ذلك، فربما تتقوى أكثر من ذي قبل، لأن أحداث سوريا الدامية قد تتحول وقودا لتجنيد مزيد من المقاتلين لتنفيذ عملياتهم الانتقامية.

وختم بالقول "صحيح أن إسرائيل بعيدة عن حلب مئات الكيلومترات، لكنها قد تدفع الثمن الباهظ عن المأساة التي شهدتها المدينة السورية، مما يتطلب من دوائر صنع القرار في تل أبيب التفكير جيدا في إمكانية تحقق هذا السيناريو والبدء بالاستعداد له".

المصدر : الصحافة الإسرائيلية