اغتيال الزواري أظهر أهميته لحماس وخطورته على إسرائيل

عناصر من كتائب القسام يحلمون صورة الشهيد التونسي محمد الزواري خلال خيمة عزاء أقيمت في غزة
عناصر من كتائب القسام يحملون صورة الشهيد التونسي محمد الزواري خلال خيمة عزاء أقيمت في غزة (الجزيرة)

واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتمامها باغتيال المهندس التونسي محمد الزواري المتهم بصلاته الوثيقة بالجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" قال الكاتب أليئور ليفي إن الزواري بذل جهودا حثيثة لتطوير المنظومة البحرية التابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، من خلال مشروع الغواصات غير المأهولة، وبذلك أنشأت حماس سلاحها البحري المكون من مئة مقاتل، والعديد من القوارب البحرية، وبات يعرف بالكوماندوز البحري لحماس.

وأضاف ليفي أن الزواري اجتهد لتأسيس غواصات بحرية يتم التحكم بها عن بعد، مما يشير إلى أن اغتياله جاء للحيلولة دون تطوير حماس منظومتها العسكرية البحرية، وليس بالضرورة لما قدمه للحركة في مشروع الطائرات المسيرة.

وبفعل جهود الزواري، بات السلاح البحري لحماس الأكثر فعالية، بذات الأهمية التي يحظى بها سلاح الأنفاق، مشيرا إلى أن خطورة الزواري ظهرت منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، حين بدأت تجهز حماس للمفاجأة القادمة لمواجهة إسرائيل، بعد أن أثبتت القبة الحديدية أنها توفر لإسرائيل إجابة رادعة للقذائف الصاروخية التي تطلقها حماس باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وفي موقع ويللا الإخباري، قال أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي إن اغتيال الزواري يكشف النقاب عن حرب الظلال التي تخوضها إسرائيل لإبعاد شبح الحرب القادمة، وفي حال ثبت أنها من اغتالته فهو يعني أنها وجهت ضربة قوية إلى الحركة.

وأضاف أن الجهة التي اغتالت الزواري رأت فيه تهديدا حقيقيا يجب التخلص منه، وهو ينضم لسلسلة طويلة من قائمة الاغتيالات المنسوبة لإسرائيل في السنوات الأخيرة، لكن الجديد أن حماس على غير عادتها سارعت إلى لتبني الزواري، واعتباره صاحب الدور الكبير الذي اضطلع به لتطوير قدراتها العسكرية في السنوات الماضية.

ويرى بوخبوط أن حماس تسعى لاكتساب الخبرات العسكرية من مختلف أنحاء العالم، سواء في الجوانب الجوية أو البحرية ضد إسرائيل، مما يعني أن كوادر الحركة يعملون بعيدا عن حدود قطاع غزة لتقوية قدراتهم التسليحية، والحصول على إمكانيات متطورة.

كما اعتبر أن اغتيال الزواري يظهر قوة المخابرات الإسرائيلية في قطاع عزة، مما دفع حماس إلى العمل في هذه المجالات العسكرية الحساسة بعيدا عن غزة، وتهريب القدرات التسليحية عبر الأنفاق، ومنها الطائرات المسيرة أو البحرية.

وختم بالقول من الواضح أنه ما قبل اغتيال الزواري أظهرت المنظومة الجوية لحماس تقدما ملحوظا، وبسرعة واضحة، حيث باتت طائرات حماس المسيرة تطير مسافات لعشرات الكيلومترات، وقد تكون مرحلتها القادمة أن تحملها حماس مواد متفجرة، وليس الاكتفاء بإظهارها في الأجواء الإسرائيلية للاستعراض الإعلامي.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية