إيكونومست: حلب تلتحق بغروزني ودريسدن وغرنيكا

صور جوية لقوافل إجلاء الجرحى من مدينة حلب المحاصرة الى ريف حلب الغربي
صور جوية لقوافل إجلاء الجرحى من مدينة حلب المحاصرة إلى ريف حلب الغربي (ناشطون)

علق مقال إيكونومست على ما يجري في حلب بأنها سوف تنضم قريبا إلى المدن المدمرة التي دخلت سجل التاريخ مثل غروزني ودريسدن وغرنيكا، بعد أن تحول تراثها الإسلامي الذي عمره ألف سنة إلى تراب بفعل الطائرات الروسية التي لم تذر شيئا من حجر ولا بشر إلا وجعلته كالرميم، ولا أحد يعرف كم عدد الذين سيموتون محشورين تحت أنقاض بيوتهم من عشرات الآلاف من المدنيين الباقين في آخر مدينة سنية.

وأردفت المجلة بأنه حتى وإن حصلوا على الملاذ الآمن الذي وعدوا به، فإن محنتهم في المدينة على مدى أربع سنوات قد نسفت مبدأ أن الناس الأبرياء يجب أن يكونوا بمنأى عن الآثار المدمرة للحرب. لكن واقعا مؤلما ووحشيا قد فرض نفسه وبات يهدد بعالم غير مستقر وأكثر خطورة.

وأشارت إلى أنه كانت هناك نقاط تحول في الحرب الدائرة كان بإمكان الغرب أن يتدخل لتغييرها بفرض منطقة حظر الطيران أو ملاذ للمدنيين يأويهم أو حتى برنامج شامل لتسليح المعارضة. لكن الإرث الذي شلّ الغرب في العراق وأفغانستان جعله يتراجع. وعندما اشتد القتال زادت الحاجة إلى التدخل، لكن خطر وتعقيد التدخل نما بشكل أسرع عندما تدخلت روسيا لإنقاذ الأسد.

واعتبرت المجلة سقوط حلب دليلا على أن الأسد قد ساد ودليلا على نفوذ إيران، لكن النصر الحقيقي من نصيب روسيا التي أصبح لها موطئ قدم مرة أخرى في الشرق الأوسط. وأضافت أن هزيمة حلب ليست ضربة لمعارضي الأسد فقط، ولكن أيضا للقناعة الغربية بأنه في السياسة الخارجية القيم مهمة وكذلك المصالح.

‪من مجازر حلب‬ من مجازر حلب (ناشطون)
‪من مجازر حلب‬ من مجازر حلب (ناشطون)

وانتقدت المجلة الموقف الغربي بأنه لم يتعد تكرار العبارات الدبلوماسية في مواجهة تلك الفظاعات التي يرتكبها الأسد، وأن فشل الغرب في التمسك بما يفترض أنه يؤمن به قد أظهر أن قيمه مجرد كلمات وأنها يمكن تجاهلها والإفلات من العقاب.

وقالت إن اللوم الأكبر يقع على الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما تعامل مع سوريا كشرك يجب تجنبه وأن تنبؤه المغرور بأن روسيا سوف تتعثر في "مستنقع" هناك قد أثبت سوء تقدير تاريخي.

وختمت إيكونومست بأن العالم قد شهد ما يحدث عندما لا تستطيع القيم منع تشوش وفوضى الجغرافيا السياسية. ومأساة حلب المنبوذة هي أن القتال كان شرسا والناس الذين عانوا الأمرين هم الفقراء والأبرياء.

المصدر : إيكونوميست