مطالبة إسرائيلية بعدم اتهام العرب بإشعال الحرائق

A general view showing flames rising from a fire in Nataf near Jerusalem, Israel, 25 November 2016. A string of wildfires raged on in areas of central and northern Israel on 25 November forcing hundreds more people to evacuate their homes, Israeli police said.
الحرائق طالت مدنا إسرائيلية على مدى عدة أيام (الأوروبية)

 
طالب الكاتب الإسرائيلي آفي دافوش الساسة الإسرائيليين بالتوقف عن توجيه الاتهامات للعرب والفلسطينيين بالتسبب في إشعال الحرائق المتواصلة بالمدن الإسرائيلية، معتبرا أن هذا "الحدث الصعب الذي تمر به إسرائيل اختبار لوجود الزعامة فيها".

وأضاف الكاتب في موقع "أن آر جي" أنه يجب على القيادة الإسرائيلية ألا تستجيب لأجواء الهستيريا الجماهيرية التي تعم الرأي العام الإسرائيلي، وألا تنضم لموجة المخاوف المتلاحقة بين الإسرائيليين، مطالبا باللجوء إلى تهدئة الخواطر، والتعامل مع الحرائق بشكل مركز، ومعالجة ميدانية فعالة.

وأشار إلى أن ما تشهده إسرائيل من حرائق أصاب بالضرر جميع مواطنيها، يهودا وعربا، علمانيين ومتدينين، يساريين ويمينيين.

ورفض الكاتب اتهام وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت العرب بالتسبب في هذه الحرائق، والذي اعتبر أنهم غير جديرين بأن يعيشوا على هذه الأرض، كما رفض استباق وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان التحقيقات باتهام العرب قبل جمع الدلائل والشواهد الميدانية.

وقال دافوش إن ساسة إسرائيليين كعضوة الكنيست من حزب الليكود عنات باركو اختاروا تجاهل انتشار الحرائق في جميع المدن الإسرائيلية، وزعموا أنها تركزت فقط بالمدن اليهودية، وهذا أمر غير صحيح، فيما تركزت التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام الإسرائيلية على ما سمتها انتفاضة الحرائق، وفي وقت لاحق تناولت المعطيات الميدانية.

وطالب الكاتب صناع القرار الإسرائيلي بالابتعاد عن الشعارات الجماهيرية، ووضع الرأس في الرمال، والتعامل مع الحرائق انطلاقا من فرضيتين: أولاهما أن تكون هجمة موجهة حصلت بفعل التحريض المتواصل ضد إسرائيل، وثانيهما بفعل أجواء المناخ والطقس السيئ التي أدت إلى اندلاع هذه الحرائق بصورة غير مسبوقة.

وفي حال ثبتت الفرضية الأولى فهذا يعني إخفاقا أمنيا كبيرا لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي لم تتوفر لديها معلومات أولية عن المحرضين والمخططين لهذه الحرائق، وهناك فشل آخر في عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على اعتقال منفذي الحرائق بعد إشعالها.

وختم الكاتب الإسرائيلي بأنه "في البعد الإستراتيجي إن تبين أن هذه الحرائق جزء من استمرار النزاع الفلسطينية الإسرائيلي فهذا يعني أننا ما زلنا نعيش ذروة هذا الصراع الدامي، مما يطرح أسئلة خطيرة على الحكومة الإسرائيلية الحالية عن خطتها الإستراتيجية للتعامل مع هذا الصراع، وكيفية الوصول إلى إنهائه؟".

المصدر : الجزيرة