فايننشال تايمز: ترمب هو الخاسر بتخليه عن أوروبا

كتب فيليب ستيفنس أن التزام الولايات المتحدة بتحالفها مع أوروبا كان دائما يقوم على المصلحة الذاتية وأنه إذا فكر دونالد ترمب في فك الارتباط معها فسيكون هو الخاسر.

وقال الكاتب في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز إن ترمب هو الهزة التي كانت تحتاجها أوروبا لتفيق من سباتها، وينبغي لها أن ترحب بنصح الرئيس المنتخب للاعتماد على نفسها، وأشار إلى أن ذهول صانعي السياسة الأوروبيين من نتيجة الانتخابات الأميركية جعلهم في سعي يائس بحثا عن أمل للتفاؤل.

ورأى أنه لا يوجد أي تفاؤل نظرا لوعود ترمب بجعل العالم، بما في ذلك أوروبا، أقل استقرارا وأكثر خطرا، وأن هذا النهج الذي قد يشجع الأوروبيين على تحمل مسؤولية أكبر في ما يتعلق بأمنهم هو لصالحهم.

وأشار ستيفنس إلى أن الاتهام الموجه لأوروبا بأنها كانت عالة على ميزانية الدفاع الأميركية هو اتهام عادل في عمومه، وهذا ما اعترف به العديد من السياسيين الأوروبيين أنفسهم ثم تجاهلوه وقدموا تبريرا فلسفيا لمساهمتهم غير المتكافئة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما رأى البعض في واشنطن أنه لم يكن شراكة جيدة.

وأشار الكاتب إلى أن نقض هذا التحالف لن يتطلب الكثير؛ لأن صمود الناتو أو سقوطه يتوقف على مصداقية التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها.

وبالإضافة إلى مصالحه الاقتصادية في الاستقرار الأوروبي، قد يكون للاتحاد الأوروبي مشاكله لكنه لا يزال أغنى سوق لأميركا، وستخسر الولايات المتحدة الكثير من تفكك التحالف، كما أن استعادة السلطة والهيبة الأميركية لا تتم بالتخلص من الأصدقاء القدامى، وقد كان دور أوروبا خلال العقود العديدة الماضية تقديم سمة الشرعية الدولية للولايات المتحدة في السعي لتحقيق مصالحها الوطنية.

وختمت الصحيفة بأن أوروبا لا تزال أفضل شريك للولايات المتحدة ويجب على ترمب أن يتعاون معها لتأمين مصالح بلاده الإستراتيجية، وبالقدر نفسه من الأهمية يجب على أوروبا أن تنفق أكثر على ميزانية الدفاع لأنها بحاجة لإستراتيجية لمواجهة تهديد موسكو والفوضى على الحدود الجنوبية، ولكن لا ينبغي لأحد أن يدعي أن الولايات المتحدة ستكون الفائز من تمزيق ترمب أحد أنجح التحالفات الدائمة والأكثر نجاحا في التاريخ.