إندبندنت: كلينتون يمكن أن تبدأ حربا عالمية

اتهامات متبادلة بين كلينتون وترامب في المناظرة الأخيرة
مرشحا الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب (الجزيرة)

تناولت صحيفة إندبندنت السياسة الخارجية لمرشحي الرئاسة الأميركية: الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، وقالت إنه بغض النظر عن حب الناس أو كرههم لترامب، فإن هناك شيئا واحدا قد يكون جيدا بالنسبة له ألا وهو السلام، إذا ما قورن بكمِّ الإسفاف الهائل الذي يصدر عنه، بينما مهمة كلينتون هي التصدي لروسيا في أوكرانيا وأماكن أخرى في العالم.

وتخيل الكاتب شين أوغرادي -في مقال له في الصحيفة- شكل أهم علاقة يمكن أن تبنيها الولايات المتحدة لضمان سلام عالمي بأنها قد تكون العلاقة مع الروس، فهم الذين يحتاج الأميركيون إلى التوافق معهم، ودافع عن ذلك بالقول إنه إذا ساءت هذه العلاقة وتأزمت فسينزلق الجميع نحو اختبار عقيدة التدمير المتبادل المؤكدة في العصر النووي.

وهنا -يضيف الكاتب- يأتي دور ترامب الذي يتفوق بشيء من الذكاء والحصافة والدبلوماسية على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وأوضح الكاتب أن ترامب يعي أنه إذا قرر إدارة سياسة خارجية خالية من المحتوى الأخلاقي بالمبدأ التوجيهي الوحيد وهو "عدو عدوي صديقي" (الذي ابتدعه جوزيف ستالين)، فالسلام حينئذ والتعاون وحتى التحالف مع روسيا يكون ممكنا، بل مرغوبا بالفعل.

الروس طلبوا من الغرب على مدى عقود الانضمام إليهم في حرب ضد "الإرهاب الإسلامي"، وكان ترامب هو المرشح الرئاسي الأول الذي يبدو كأنه يرغب فعلا في قبول هذا العرض

وأشار الكاتب إلى إن الروس طلبوا من الغرب على مدى عقود الانضمام إليهم في حرب ضد ما يصفونه بـ"الإرهاب الإسلامي"، وكان ترامب هو المرشح الرئاسي الأول الذي يبدو كأنه يرغب فعلا في قبول هذا العرض نظرا لهوسه بالعنصرية والعنف الإسلامي المسلح لدرجة تجعله يخبر جمهوره الخائف بأنه "قاب قوسين أو أدنى" منهم.

وقال إن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا ستكون ثمرة ذلك الارتباط الاستثنائي، بما فيها من بنود سرية حول اغتيال قيادات "الإرهاب" وتعهدات عامة حول تبادل المعلومات الاستخبارية، وتتمة العلاقة بسلسلة من الغارات الجوية المشتركة في سوريا والمشاركة بهدف تدمير تنظيم الدولة لأنه سيكون جزءا من تعاون أوسع، وأضاف أن مثل هذه الشراكة الإستراتيجية ستكون هي النظام العالمي الجديد.

واستطرد الكاتب بأن هذه الشراكة لن تكون نهجا إنسانيا ولن تنجح لأن دحر "الإرهاب" لا يتم بهذه الطريقة، كما أن إنهاء الحروب الأهلية لا يتم من خلال القصف الشامل. ومع ذلك فإن التحالف الأميركي الروسي في عام 2017 ليس من المفترض -من هذا المنطلق- أن يكون كذلك.

وفيما يتعلق بكلينتون، رأى الكاتب أنها لا تعي الأمر جيدا لأنها -مثل الرئيس باراك أوباما– تعتقد أن مهمتها هي وقف العدوان الروسي في أوكرانيا وفي جمهوريات البلطيق وفي أماكن اخرى في أوروبا الشرقية وحول العالم عموما. وقال إنها محقة من منطلق أن هذا هو أفضل التقاليد التي تدعو إليها أميركا.

لكنه أردف بأنها مخطئة بموجب "العقيدة الكيسنجرية" بوضعها المصلحة القومية الأميركية في مقدمة السياسة الخارجية، لأن هذا يعني في بعض الأحيان -كما كان الحال في وقت الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر- الانخراط مع بعض الأنظمة البغيضة واتخاذ مبادرات جريئة في سبيل تحقيق سلام أوسع نطاقا، حتى إن كان هذا يعني التضحية بدول صغيرة وحلفاء سابقين، وبهذه الطريقة يمكن أن تبدأ كلينتون حربا عالمية.

المصدر : إندبندنت