غارديان: بنوك كبيرة وصغيرة تستعد لمغادرة بريطانيا

Storm clouds are seen above the Canary Wharf financial district in London, Britain, August 3, 2010. REUTERS/Greg Bos/File Photo
حي المال –كناري وارف- بمدينة لندن أغسطس/آب 2010 (رويترز)

أوردت صحيفة غارديان أن البنوك الكبيرة في بريطانيا تستعد لمغادرة البلاد خلال الربع الأول من العام المقبل، وأن البنوك الصغيرة تستعد للمغادرة قبل أعياد الميلاد (الكريسمس) وسط مخاوف من مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن رئيس رابطة الصيارفة البريطانيين أنطوني براون تحذيره من أن النقاش العام والسياسي الجاري حاليا يقود البنوك إلى الاتجاه الخاطئ.

كما نقلت عن مصدر مقرّب من المسؤول عن شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفد ديفس قوله إن ديفس ووزير المالية فيليب هاموند سعيا الأسبوع الماضي لعرض تأكيدات بأنهما مصممان على ضمان وضع خاص لمدينة لندن.

حرية الحركة
وقالت غارديان في تقريرها إن النية المعلنة للحكومة البريطانية بالسيطرة على حرية الحركة داخل البلاد اعتبرها كثير من المسؤولين قاضية على استمرار الشروط الحالية للتجارة الخاصة بالبنوك، لا سيما مع التصريحات الصدامية من قبل سياسيين كبار في القارة.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بين الذين أصروا خلال الأسابيع القليلة الماضية أن يكون خروج بريطانيا صعبا من الاتحاد الأوروبي الأمر الذي يعني أن تدفع بريطانيا ثمن خروجها. وكانت ما تُسمى بحقوق جواز السفر لأعضاء السوق الواحدة قد سمحت للبنوك التي جعلت بريطانيا مقرا لها بتقديم خدماتها المالية إلى شركات وأفراد على نطاق دول الاتحاد دون أي عوائق.

يُشار إلى أن الخروج الصعب لبريطانيا يشمل خروجها من السوق الواحدة التي تُعتبر حرية الحركة أحد أركانها الأساسية، وكذلك خروجها من اتحاد الجمارك الذي بإمكانه إعادة قيود الرسوم أو إلغاء الرسوم على الواردات والصادرات البريطانية.

أضرار على  للجميع
ونبه براون السياسيين البريطانيين والأوروبيين "الذين يسعون لتحقيق أهداف ضارة بالتجارة" أن يعلموا أن وضع الحواجز في طريق النشاط التجاري بالخدمات المالية عبر القنال ستضر بالجميع، كما حذّر الاتحاد الأوروبي من أن البنوك الموجودة ببريطانيا لها ديون على العملاء بالاتحاد الأوروبي تصل إلى 1.1 ترليون يورو، الأمر الذي جعل دول الاتحاد مستقرة ماليا وأن هذا الوضع سيتعرض للخطر.

وبالنسبة لبريطانيا قال براون إن خدمات البنوك هي الصادر الأول لها وإن المسار الراهن لا يهدد التجارة الحرة فقط، بل الحق القانوني للبنوك بتقديم خدماتها.

وذُكر أن بنك غولدن ساكس بين البنوك التي تخطط لنقل حوالي ألفين من موظفيها خارج بريطانيا إلى مدينة أوروبية منافسة إذا فقدت بريطانيا حقوق جواز السفر، كما تردد أن ما يصل إلى سبعين ألف وظيفة في القطاع المالي ستفقدها بريطانيا إذا غادرت الاتحاد الأوروبي دون الاتفاق على علاقة معقولة وموثوقة جديدة لمدينة لندن بالاتحاد.         

المصدر : غارديان