عملية القدس ستزيد من الهجمات بالأسلحة النارية

قتيلان إسرائيليان بعملية القدس واستشهاد منفذها
قتيلان إسرائيليان بعملية القدس واستشهاد منفذها (الجزيرة)
قال عاموس هارئيل الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة هآرتس إن نجاح عملية القدس الأخيرة قبل أيام سيجعلها تتحول إلى نموذج كفيل بالمحاكاة والتقليد من قبل الشبان الفلسطينيين في الفترة القريبة القادمة.

ويضيف هارئيل أن هذا التوقع يأتي رغم أن توقف موجة العمليات الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة جاء عن طريق تنسيق أمني مشترك بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكنه يقول إن ضعف موقف السلطة وتنامي قوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأراضي الفلسطينية مؤخرا من شأنهما أن يعملا على اندلاع موجة أخرى جديدة من الهجمات الفلسطينية، وحينها سيكون صعبا على إسرائيل استيعابها أو امتصاصها.

ويرى الخبير العسكري الإسرائيلي أن "ظاهرة العمليات الفردية الفلسطينية التي اندلعت بقوة كبيرة قبل عام، ما زالت مستمرة في ذروة الاحتفالات بالأعياد اليهودية، وبدلا من أن يمسك المسلح الفلسطيني بسكين أو القيام بعملية دعس، فقد ذهب منفذ عملية القدس إلى استخدام بندقية رشاشة ليقتل اثنين من الإسرائيليين، بعد أن اقتنع أخيرا بأن عمليات الطعن والدعس لا تؤدي في كثير من الأحيان إلا إلى إصابات طفيفة بين الإسرائيليين، والغريب أنه لم يجد صعوبة في الوصول بسيارته إلى قلب القدس لتنفيذ هجومه".

من جانبه، أشار المراسل العسكري لموقع "إن آر جي" يوحاي عوفر إلى أن هناك تخوفات إسرائيلية جدية في أوساط أجهزة الأمن من تزايد عمليات إطلاق النار من قبل الفلسطينيين، مما يشير إلى احتمال أن تنخفض وتيرة عمليات الطعن والدعس مقابل زيادة الهجمات بالسلاح الناري، ويدفع المنظمات الفلسطينية لاستغلال مثل هذه الحادثة لإعداد جيل فلسطيني جديد من المسلحين.

معقل حقيقي
ورغم نجاح قوات الأمن الإسرائيلية في إحلال الهدوء النسبي بالقدس، وفقا لعوفر، فإن هذه المدينة ما زالت تثبت أنها معقل حقيقي للهجمات الفلسطينية، وتشير معطيات الأرقام الإسرائيلية إلى أن عدد منفذي العمليات من شرقي القدس يحافظ على ارتفاعه من بين شبان المدن الفلسطينية، في حين أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية المتزايدة توضح أن عملية القدس ستزيد من حماس الفلسطينيين لتنفيذ المزيد على شاكلتها.

وكشف عوفر أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) عثرا في الآونة الأخيرة على كميات كبيرة من الأسلحة التي تحوزها المنظمات الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو القدس، ورغم الجهود الكبيرة التي يقوم الجيش بتنفيذها ضد أماكن تصنيع السلاح في الضفة منذ بداية العام الجاري، فإن هذه المناطق ليست نظيفة تماما من الوسائل القتالية.

كما أحبطت قوات الأمن الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي عدة عمليات تهريب سلاح من منطقتي غوش عتصيون والخليل، وهو ما يشير لوجود رغبات قوية لدى المنظمات الفلسطينية في التسلح بكميات كبيرة من الوسائل القتالية، حسب تحليل المراسل العسكري.

أسئلة صعبة
وأشار عوفر أيضا إلى أن عملية القدس تطرح العديد من الأسئلة الصعبة على أجهزة الأمن الإسرائيلية، أولها: كيف نجح منفذ العملية في الحصول على بندقية أم 16؟ ولعل الإجابة التلقائية هي أنه حصل عليها من إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية، مع أن وصول مثل هذا السلاح الأوتوماتيكي الرشاش إلى أيدي الفلسطينيين في شرق القدس يجب أن يقلق الأمن الإسرائيلي، كما أن حيازة مثل هذا السلاح يعني أن هناك استعدادا مسبقا لتنفيذ العملية، وهو ما يستبعد فرضية العملية العفوية.

والسؤال الثاني الذي يطرحه عوفر هو كيف نجح منفذ العملية في تنفيذ هجومه تحت أنظار الشرطة والشاباك الإسرائيليين؟ كونه كان ناشطا معروفا في حماس لديهما، وقد سبق له أن اعتقل عدة مرات في إسرائيل، بل إنه تقدم للمحاكمة بسبب تحريضه على تنفيذ عمليات مسلحة ومهاجمة أفراد الشرطة، وبسبب انخراطه في التحريض على ما تقوم به إسرائيل من أعمال في المسجد الأقصى فقد تم إبعاده من المكان، ومع كل ذلك فقد نجح في تنفيذ عمليته في قلب المدينة المقدسة.

أما السؤال الثالث فهو كيف تمكن المسلح من الإفلات من أيدي قوات الأمن الإسرائيلية لدى إطلاقه النار في المرة الأولى، ثم استئنافه في المرة الثانية؟ مما يشير إلى تقليد عمليات نارية سابقة في تل أبيب قبل أشهر.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية