التنسيق بين إسرائيل والسلطة يحاصر الانتفاضة

قوات من الجيش الإسرائيلي تغلق بلدة بيت أمر شمال الخليل إثر استشهاد المواطن فلاح أبو ماريا فجرا (الصورة من ناشط زودنا بها)
الجيش الإسرائيلي عزز تواجده في الضفة الغربية في محاولة لمنع عمليات الدهس والطعن (الجزيرة)
قالت صحيفة معاريف إن "تواصل التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يحد من نجاح الانتفاضة".

ونشرت الصحيفة مقالا للخبير الأمني الإسرائيلي الأكثر شهرة يوسي ميلمان، قال فيه إن "معظم عمليات إطلاق النار في الضفة تتم بإيعاز من حماس أو حسب تعليماتها، لكن نجاحاتها ما زالت محدودة، لأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تنجح من خلال التعاون الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في إحباط معظم العمليات المذكورة".

وأضاف أن السلطة الفلسطينية لا ترغب في اندلاع انتفاضة شعبية واسعة، ولا تريد العودة لما تسميه أخطاء ياسر عرفات، الذي غض الطرف عن انخراط أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في عمليات إطلاق النار خلال الانتفاضة الثانية، بل إنها تصدر تعليماتها للأجهزة الأمنية بمواصلة التعاون مع الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك.

من جانبه ذكر المراسل العسكري لصحيفة هآرتس، غيلي كوهين، أن التحقيق الذي أجراه جهاز الشاباك مع الفتى الفلسطيني مراد عدايس (15 عاما) الذي نفذ عملية طعن الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل مستوطنة يهودية، أشار إلى أنه نفذ عمليته عقب تأثره بما سماه المراسل "موجة التحريض" التي تبثها وسائل الإعلام الفلسطينية، وتظهر أن إسرائيل تقتل الفلسطينيين.

وحذر المراسل من خطورة تهديد التحريض الذي يوجه ضد إسرائيل واليهود في الإعلام الفلسطيني، وهو ما يدفع الشباب والفتية الفلسطينيين إلى تنفيذ عمليات خطيرة ضد المستوطنين.

مظاهرة فلسطينية ضد التنسيق الأمني مع إسرائيل (الجزيرة)
مظاهرة فلسطينية ضد التنسيق الأمني مع إسرائيل (الجزيرة)

مساعي للتهدئة
وفي سياق متصل كشف موقع ويللا الإخباري الإسرائيلي عن عقد قائد المنطقة الوسطى بالجيش الإسرائيلي الجنرال روني نوميه، اجتماعًا مع رؤساء المستوطنات بالضفة الغربية، أبلغهم فيه أنه بصدد اتخاذ خطوات لتهدئة الأوضاع الأمنية في الضفة، من خلال إعادة جثث القتلى (الشهداء) الفلسطينيين، ووقف موجات التحريض ضد الفلسطينيين.

بدورها أكدت صحيفة معاريف، أنه في الوقت الذي يواصل فيه المستوى السياسي الإسرائيلي التصعيد ضد الفلسطينيين، يحرص المستوى العسكري الإسرائيلي على منع تدهور الموقف أمامهم.

وأضافت الصحيفة أنه في ظل تواصل موجة العمليات منذ أربعة أشهر، وغياب الأفق السياسي، تبدو قدرات الجيش والشاباك محدودة، مع توفر كثير من السمات الخاصة بهذه الموجة من العمليات، بالإضافة إلى تنوع المنفذين بين فتيان صغار وشبان وأرباب عائلات ورجال ونساء، وكذلك أقارب لأشخاص قتلهم الجيش الإسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة أن المستوى العسكري الإسرائيلي يرى أنه كان بالإمكان منع اندلاع هذه الموجة من العمليات، أو على الأقل تقليص آثارها، لو رأى الفلسطينيون مزيدا من الأمل أمامهم، حيث يريد العسكر الإسرائيليون من ساستهم القيام بسلسلة خطوات تهدئ من الوضع الأمني، وتشير إلى رغبة إسرائيل في التهدئة مع الفلسطينيين.

 تشييع جثمان الشهيد مصطفى الخطيب في مدينة البيرة بعد تشريحه إثر تسلمه متهتكا (الجزيرة)
 تشييع جثمان الشهيد مصطفى الخطيب في مدينة البيرة بعد تشريحه إثر تسلمه متهتكا (الجزيرة)

مخاوف إسرائيلية
أما مراسل موقع ويللا، أمير بوخبوط، فأكد أن تواصل العمليات الفلسطينية، يزيد مخاوف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، لاسيما عقب تنفيذ عمليتي الطعن الأخيرتين في مستوطنتي "عوتنيئيل وتكوع" على يد منفذين وحيدين، مما أثار مزيدا من الهواجس لدى الضباط الإسرائيليين بإمكانية تكرار المزيد من العمليات.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي زاد من مستوى إجراءاته الأمنية حول مستوطنات الضفة الغربية، لاسيما أن العشرات منها تتوفر فيها حماية أمنية لكنها تفتقر للجدران اللازمة، والقوات التي تعمل حولها ليست بالقدر الكافي.

وأشار إلى أنه بعكس تقييمات أعلنها ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي بوجود انخفاض في عدد العمليات بالضفة الغربية، وتراجع حجم التحريض الذي تشهده وسائل الإعلام الفلسطينية، بالتزامن مع تراجع في عدد القتلى والمصابين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فإن عدد العمليات التي تأتي من منطقة الخليل لم تنخفض بشكل "دراماتيكي".

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يبذل جهودا مضنية للعثور على المنفذين الوحيدين لهذه العمليات، من خلال تعزيز أعداد القوات العسكرية، لاسيما على المفترقات الرئيسة لطرق الضفة الغربية، ومناطق الاحتكاك ومداخل المستوطنات الإسرائيلية، والتعليمات الصادرة للجنود بإبداء أكبر قدر من اليقظة والانتباه.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية