والد الطفلين السوريين الغريقين يصف المأساة
لا تزال القصة الصادمة للأم السورية اللاجئة وطفليها الذين غرقوا في البحر قبالة السواحل التركية قبل يومين تنتشر في أرجاء العالم كالنار في الهشيم، لكن أثر هذه النار في صدر الوالد الذي شاهد الأسرة تغرق أمام عينيه أشد وقعا.
والد الطفلين السوريين الغريقين عبد الله كردي يقول إن "طفليّ كانا من أجمل الأطفال، كانا رائعين ويوقظاني كل صباح كي ألعب معهما، لكنهما رحلا".
وأشارت مجلة تايم إلى أن الأب المكلوم وصف المأساة قائلا إن قائد القارب الصغير -وهو رجل تركي- شعر بالذعر وترك القارب، مما جعل الأب يتولى زمام القيادة، ويحاول توجيه القارب الصغير المزدحم باللاجئين.
وقال الأب -الذي يعمل حلاقا في دمشق– إن الأمواج كانت عالية، وإنها تسببت في انقلاب القارب، وإنه أمسك زوجته وطفليه بين يديه، لكنه سرعان ما أدرك أنهم كانوا جميعا قد فارقوا الحياة، وأضاف أنه يتمنى لو أنه قضى نحبه مع طفليه.
سر الرحلة
وأشارت تايم في تقرير منفصل إلى أن صورة الطفل السوري الغريق إيلان كردي (ثلاث سنوات) التي بدا فيها منكبا على وجهه على إحدى السواحل التركية قد ظهرت على الصفحة الأولى لأغلبية الصحف البريطانية.
وتساءلت عن سر الرحلة التي انطلق فيها الطفل إيلان وشقيقه غالب (خمس سنوات) ووالدتهما ريحان (35 عاما) الذين قضوا جميعهم غرقا، وأوضحت أن العائلة كانت تقطن مدينة عين العرب (كوباني) السورية قرب الحدود مع تركيا.
وأضافت أن إيلان ولد في خضم الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من أربع سنوات، وأن العائلة حاولت الفرار بعيدا عن نيرانها، وأشارت إلى أن هذا الطفل يجسد مأساة اللاجئين الفارين من نيران الحروب في الشرق الأوسط، ويرمز إلى أزمة الهجرة إلى أوروبا بالكامل.