فشل أوباما بسوريا عزز نفوذ روسيا بالمنطقة

A handout photo released by the official Syrian Arab News Agency (SANA) showing crew lined up aboard Russian aircraft carrier Kuznetsov in the sea port city of Tartous in Syria on 08 January 2012. A Russian flotilla has docked at the Syrian port of Tartus in a show of solidarity with the regime of President Bashar al-Assad, Syrian state media reported. The flotilla is to stay for six days at the port, according to the report. EPA/SANA
جنود بحرية أمام حاملة الطائرات الروسية كوزنتوف في ميناء مدينة طرطوس شمال غرب سوريا (الأوروبية)

تشير تقارير إلى عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعزيز نفوذ بلاده العسكري في سوريا، خاصة في ظل إشارة مراقبين إلى فشل إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في البلاد التي تعصف بها الحرب وتمزقها منذ نحو خمس سنوات.

وترى صحف بريطانية وأميركية أن تردد الرئيس أوباما في اتخاذ موقف حاسم إزاء الحرب المستعرة في سوريا شجّع الرئيس بوتين على زيادة حجم قواته في سوريا، ومن ثم لعب دور الشرطي الدولي في المنطقة.

فقد نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية مقالا للكاتب جيمس روبين قال فيه إن بوتين أرسل مزيدا من القوات والآليات العسكرية الأسبوع الماضي إلى سوريا، وأنه دعا إلى عقد قمة مع الولايات المتحدة. وأضافت أن بوتين يكون بذلك قد انتزع الأضواء على حساب واشنطن.

وأوضح أن قادة أوروبا يعارضون التدخل العسكري الغربي في سوريا، ولكنهم يدركون أنه لا مناص من استمرار تدفق اللاجئين السوريين على القارة الأوروبية ما لم يتم وقف الحرب المستعرة في البلاد، وما لم يتم إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية أو احتواؤه.

تضاؤل
وأشار الكاتب إلى أن تضاؤل دور الولايات المتحدة بالشرق الأوسط وانسحابها من العراق كانا سببا لصعود تنظيم الدولة الإسلامية.

من جانبها، نشرت صحيفة ذي غارديان مقالا للكاتبة نتالي نوغيريد أشارت فيه إلى أن بوتين يستعد لاختطاف الأضواء على مسرح الأمم المتحدة أواخر الشهر الجاري، وأنه سيدعو قادة العالم إلى عدم اعتبار الأسد عثرة في طريق إيجاد تسوية للأزمة السورية، وذلك بالرغم من معرفته بأن الأسد "سفاح قاتل".

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة صنداي تلغراف إلى تصريحات لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، وقالت إنها تمثل الموقف الأميركي اللين إزاء الحرب التي تعصف بسوريا، خاصة أن كيري أشار إلى أن الأسد يمكن أن يسقط، ولكن في نهاية عملية سلام بسوريا وليس في بداياتها.

من جانبها، أشارت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي إلى أن واشنطن تقول إنه "يجب على الأسد أن يرحل"، وأضافت أن الولايات المتحدة تدعو كلا من روسيا وإيران إلى استخدام نفوذهما لتحقيق المطلب الأميركي هذا عبر المفاوضات.

وعلى الصعيد ذاته، أشارت صحيفة ذي وولستريت جورنال الأميركية إلى مرونة الموقف الأميركي إزاء توقيت الرحيل المحتمل للرئيس الأسد, وأوضحت أن كيري صرح بأن بلاده يمكنها أن توافق على بقاء الأسد في السلطة لفترة معينة.

من جانبها، أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى تصريحات كيري المتمثلة في قوله إن الوجود العسكري الروسي في سوريا يشمل صواريخ أرض جو ومقاتلات وغيرها من التعزيزات العسكرية اللوجستية، مما يثير تساؤلات بشأن الدور الذي تعتزم روسيا أن تلعبه في المنطقة.

وأضافت أن مسؤولين روس يشيرون من جانبهم إلى أن هذه التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا تهدف إلى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية