المولودة السورية رهف عالقة بحدود المجر

سكرين شوت لصورة للطفلة السورية الرضيعة اللاجئة رهف يوسف أبو زيد (4 أيام) التي تقطعت بها السبل ووالديها على الحدود الصربية المجرية بعد أن أغلقت المجر/هنغاريا حدودها أمام اللاجئين.
المولودة السورية الجديدة اللاجئة رهف ولدت بجزيرة ساموس اليونانية ووجدت أسيجة شائكة أمامها عند حدود المجر
أعداد غفيرة من اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم يفرون من نيران الحروب في بلادهم، ثم يعانون الأمرّين في طريقهم إلى المجهول، قاصدين دولا أوروبية نحو حياة أكثر أمنا، وعدد كبير منهم يلقى حتفه غرقا في مياه البحار أو اختناقا في شاحنات المهربين المغلقة.

لكن لاجئات يتفاجأن بآلام مخاض الولادة أثناء هذه الرحلة الشاقة على الحدود البرية لدول المرور أو في محطات قطاراتها.

هذه هي الأجواء المأساوية للاجئين التي لا تزال صحف بريطانية وأميركية تتناولها باهتمام، حيث أشارت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى أن مولودة سورية جديدة أطلقت أولى صرخاتها معلنة قدومها للحياة وهي لا تدري أن دولة المجر ستغلق الحدود فجأة أمامها وأمام والديها وأمام بقية اللاجئين من قومها وأمام غيرهم من الفارين من ويلات الحروب في منطقة الشرق الأوسط.

المولودة السورية الجديدة اللاجئة رهف (أربعة أيام) لا تحمل أي أوراق ثبوتية سوى رضاعة الحليب، وهي تغمض عينيها في حيرة من أمرها تاركة دول أوروبا في حيرة أخرى بشأن ما يمكنها فعله تجاهها بعد أن تقطعت بها السبل على الحدود الصربية المجرية.

جزيرة يونانية
والد رهف يوسف أبو زيد ووالدتها أنوار غادرا بلادهما سوريا -التي تعصف بها الحرب منذ نحو خمس سنوات- متجهين إلى تركيا ثم اليونان، حيث استنشقت مولودتهما الجديدة أول أنفاسها في جزيرة ساموس، ثم إلى مقدونيا وصربيا ليجدا المجر قد نصبت جدارا عاليا من الأسيجة الشائكة أمام حركة اللاجئين الفارين من الموت والدمار.

وفي هذا السياق، نشرت الصحيفة مقالا للكاتب جون ليتشفيلد قال فيه إن الانقسامات التي تعانيها دول أوروبا انعكست بحد ذاتها على أزمة اللاجئين، فأصبحت جزءا من المشكلة، وحذر من أن أعظم إنجازات الاتحاد المتمثلة في قارة خالية من الحدود يمكن أن تنتهي وتتلاشى مع بدء بعض الدول تشييد جدران ووضع أسيجة شائكة على حدودها.

من جانبها، نشرت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية مقالا لرئيس تحريرها التنفيذي للشؤون السياسية جيمس كيركوب أشار فيه إلى أن بناء المزيد من الأسيجة الشائكة على حدود الدول لا يعد الحل الأمثل لأزمة اللاجئين.

كما نشرت صحيفة ذي غارديان البريطانية مقالا للاجئ سوري -لم تذكر اسمه- قال فيه إن رحلته الشاقة من سوريا إلى المملكة المتحدة استغرقت ستة شهور، وأوضح أنه فر من الحرب التي تعصف ببلاده من أجل ملاذ آمن في أوروبا.

وأشار اللاجئ السوري إلى المآسي والأهوال التي واجهها أثناء رحلته، ومن بينها المعاناة التي عاشها مع لاجئين آخرين وهم يبحرون في قارب صغير في مياه البحر ليصلوا إلى إحدى الجزر اليونانية.

وأضاف أنه -كغيره من اللاجئين الفارين- استخدم الكثير من وسائل النقل المختلفة حتى وصل إلى وجهته النهائية، وأنه اضطر في كثير من الأحيان للسير على الأقدام مسافات طويلة.

كبار السن
كما نشرت الصحيفة مقالا كتبته المديرة التنفيذية لجمعية "آبيفيلد" -إحدى جمعيات الرعاية الاجتماعية في بريطانيا– دعت فيه إلى ضرورة الاهتمام بكبار السن من بين اللاجئين، وأضافت أن وسائل الإعلام لم تغط هذه الشريحة بالشكل المطلوب، وأن 10% من اللاجئين السوريين هم من فئة فوق سن 65 عاما.

وأشارت إلى أن الجمعية كتبت خطابا وأرسلته إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بخصوص ضرورة توفير الدعم لهذه الفئة العمرية من اللاجئين.

وفي السياق ذاته، أشارت مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى أن مدارس متخصصة في ألمانيا بدأت تقديم دروس متنوعة باللغة الألمانية للاجئين القادمين من مناطق مختلفة من أنحاء العالم ممن لا يتحدثون الألمانية، وذلك من أجل محاولة تهيئتهم للاندماج في المجتمع الألماني.

من جانبها، أشارت مجلة تايم الأميركية إلى أن بعض اللاجئين السوريين بدؤوا تعلم السباحة، من أجل مواجهة المخاطر المحتملة في طريقهم إلى أوروبا، خاصة في أعقاب قيام بعض الدول الأوروبية بإغلاق حدودها البرية أمام حركة اللاجئين. 

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية