الفساد في لبنان أكبر من النفايات
يشهد الشارع اللبناني منذ أيام مظاهرات غاضبة تتركز في العاصمة بيروت، وتنادي بمعالجة أزمة النفايات المتراكمة في الشوارع منذ أشهر، لكن مجلة فورين بوليسي الأميركية تقول إن في لبنان فسادا متراكما أكبر من النفايات.
وأوضحت فورين بوليسي أن الساسة اللبنانيين ربما يستحقون الانتقاد، وذلك لأنهم يسعون في تقويض النظام الديمقراطي لبلادهم بشكل ممنهج، وأن البرلمان اللبناني قام بتمديد ولايته مرتين بشكل غير دستوري، وأنه فشل في انتخاب رئيس للجمهورية منذ 15 شهرا، وأنه لم يوفق في تمرير ميزانية رسمية للبلاد منذ 2005.
وأضافت أن الأوضاع في لبنان على صعيد الخدمات الأساسية آخذة بالتدهور، حيث تعاني البلاد انقطاعا للتيار الكهربائي لساعات كل يوم وتعاني كذلك نقصا حادا في المياه، وأن هناك ما يقرب من مليون ونصف المليون لاجئ سوري في لبنان يعيش معظمهم ظروفا يرثى لها، وأن رد الحكومة الوحيد تمثل في وقف تسجيل الأمم المتحدة للاجئين الجدد ومحاولة منع دخول السوريين إلى البلاد.
أزمة وجود
وأشارت فورين بوليسي إلى أن هناك أزمة وجود على أعتاب لبنان تتمثل بالاشتباكات بين حزب الله اللبناني وتنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الجهادية المختلفة على طول الحدود مع سوريا، وأن الدولة اللبنانية عاجزة عن التصدي لهذه الأزمة.
وأوضحت أن بيروت تشهد احتجاجات غاضبة في أعقاب تراكم أطنان النفايات، وبعض المتظاهرين هتفوا بالثورة وإسقاط النظام على شاكلة الربيع العربي، وذلك بالرغم من بقاء لبنان في مأمن من الاضطرابات الشعبية التي شهدتها بعض البلدان العربية الأخرى.
وأشارت إلى أن لدى منظمي الاحتجاجات الحالية في لبنان مخاوف من تحوّلها إلى نزاعات طائفية، وسط اتهامات بأن بعضهم يعمل لصالح تيار المستقبل ذي الأغلبية السنية وأن البعض الآخر يعمل لصالح حزب الله أو بإيعاز من حكومات أجنبية.
واختتمت فورين بوليسي بالقول إن الأوضاع في لبنان ليست سهلة، وذلك لأن النفايات متكدسة بلبنان منذ أشهر، لكن القواعد الفاسدة للعبة السياسية بالبلاد موجودة منذ عشرات السنين.