مجازر الأسد بدوما يكشفها طبيب

Wounded Syrians wait at a make shift hospital in the rebel-held area of Douma, east of the capital Damascus, following shelling and air raids by Syrian government forces on August 22, 2015. At least 20 civilians and wounded or trapped 200 in Douma, a monitoring group said, just six days after regime air strikes killed more than 100 people and sparked international condemnation of one of the bloodiest government attacks in Syria's war. AFP PHOTO / ABD DOUMANY
جرحى بمستشفى ميداني إثر قصف قوات النظام السوري على دوما بريف دمشق فيما وصفت بالمجازر بحق أهالي المدينة (أسوشيتد برس)

تتعرض مدينة دوما في ريف دمشق لحصار شديد وقصف بواسطة البراميل المتفجرة والقنابل الفراغية ومختلف أنواع الأسلحة من جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ولعل من أشدها قسوة المجازر التي تواجهها المدينة منذ أيام.

وارتكبت قوات الأسد مجزرة شنيعة بحق أهالي دوما الأحد الماضي عندما استهدفت طائرات النظام بالقصف الصاروخي المكثف سوقا شعبية في المدينة، مما أسفر عن مقتل وجرح المئات معظمهم من النساء والأطفال.
 
المآسي والمناظر القاسية التي خلفتها مجازر الأسد ضد المدنيين في هذه المدينة الواقعة تحت سيطرة المعارضة يكشفها طبيب هرع إلى مستشفى ميداني إثر القصف كي يساهم في إسعاف الجرحى والمصابين، ولكنه يتمنى لو أنه لم يشاهد تلك المآسي الصادمة والقاسية والمؤلمة والمرعبة.

يقول الطبيب الذي نشرت له صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي روايته دون الكشف عن هويته، إنه عندما دخل المستشفى الميداني في دوما بعد مجزرة الأحد الماضي وجد المكان يعوم في بحر من الدماء، وكان الأطباء والأطقم الطبية في المستشفى بدوما وكأنهم يسبحون في تلك الدماء النازفة من الجرحى والمصابين.

غارقون بالدماء
ويضيف الـطبيب: تحركت بين الجرحى والمصابين الغارقين بدمائهم وهم مستلقون على الأرض في أوضاع محرجة، وكل منهم كان يحاول جاهدا تحريك يديه أو إعطاء إشارة للتعبير عن ما يعانيه من الآلام.

وفجأة انطلق صوت من خلال مكبرات الصوت ظنناه يريد طمأنة الناس وتهدئة المرضى، لكن المنادي كان يأمرنا بإخلاء وحدة العناية المكثفة بالمستشفى، وذلك لأن طيران الأسد شن غارة ثانية وثالثة ورابعة… وعاشرة.

بدأت أرى أعداد الجرحى والمصابين في تزايد، وأعداد القتلى في ارتفاع، وأدركت أنه لم يبق لدينا الكثير من أكياس الدم اللازمة للمصابين، وأنه لا مزيد من المواد الطبية الضرورية، وكنت كلما انتهيت من إسعاف جريح يتشبث بي جريح آخر أو يتوسل بنظراته راجيا مساعدته.

ويمضي الطبيب في الحديث عن المناظر المؤلمة التي شاهدتها هو وبقية زملائه من الأطباء والأطقم الطبية، ويقول إنه تم توثيق أكثر من مئة وفاة، وإن أكثر من مئة عائلة فقدت أحد أفرادها. كما تحدث عن قيام الأطباء بعشرات العمليات الجراحية للأطراف المبتورة والعيون المفقوءة والأجساد التي كانت غارقة بدمائها.

وناشد الطبيب المجتمع الدولي ضرورة التحرك لوقت شلال الدم المتدفق في سوريا وعمليات القتل التي يتعرض لها الشعب السوري في الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من أربع سنوات.

المصدر : إندبندنت + الجزيرة