صحف بريطانية تعلق على أزمة المهاجرين بأوروبا
تهيمن أزمة المهاجرين غير النظاميين على افتتاحيات بعض الصحف البريطانية، وتشير إلى تحرك ألمانيا لمعالجة الأزمة، والموقف البريطاني والفرنسي منها أيضا.
فقد أشارت فايننشال تايمز إلى ما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذا الأسبوع، بشأن أزمة المهاجرين في أوروبا، بأنها يمكن أن تشغل بال القارة "أكثر بكثير من مسألة اليونان واستقرار اليورو". وعلقت الصحيفة على ذلك بأن المتتبع لبيانات أعداد اللاجئين المتدفقين من الشرق الأوسط وأفريقيا والبلقان لن يجد صعوبة في الاتفاق في الرأي مع ميركل.
ونقلت الصحيفة عن وكالة مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي أن 110 آلاف شخص دخلوا أوروبا بطرق غير نظامية في يوليو/تموز، وأشارت إلى أن هذا العدد يزيد ثلاثة أضعاف عمن دخلوا في نفس الشهر من العام الماضي.
أزمة المهاجرين بأوروبا تصغر أمام أزماتهم الحادة في دول أخرى مثل لبنان والأردن التي تتعامل مع آثار الموجات الوحشية للعنف الذي يجتاح سوريا والعراق، حيث يوجد في لبنان نحو مليون لاجئ سوري وستمئة ألف في الأردن |
وانتقدت افتقار دول الاتحاد الأوروبي الـ28 لموقف موحد لحشد استجابة منسقة نظرا للاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها الدول المجاورة لأوروبا. وترى أنه مع الافتقار لهذه الاستجابة سيتسبب تدفق المهاجرين المتواصل في الفوضى ووضع الدول الأعضاء على طرفي نقيض.
وأضافت الصحيفة أنه إذا استمرت هذه الفوضى فإن الخطر الأكبر سيكون على الاتحاد الأوروبي ككل مع التآكل المحتمل لنظام شنغن، الذي يسمح بالسفر من دون جواز سفر في معظم أنحاء أوروبا، وأن زواله لن ينهي حرية تنقل مواطني الاتحاد، لكنه سيكون تراجعا كبيرا للمشروع الأوروبي ونهاية السفر بحرية بدون جواز سفر، وستعمق الانقسامات بين دول الاتحاد لأن التدفقات الجديدة للمهاجرين ستظل عالقة في إيطاليا واليونان وإسبانيا مما يؤدي إلى إغضاب حكومات ومواطني هذه الدول.
من جانبها، رحبت افتتاحية إندبندنت باتفاق أمني بين فرنسا وبريطانيا لمعالجة الفوضى في ميناء كاليه الفرنسي.
وقالت الصحيفة إنه بتوقيع هذا الاتفاق لاتخاذ إجراء أكثر تنسيقا وفعالية في التعامل مع بعض جذور مشكلة المهاجرين، تظهر الحكومتان استعدادا جديدا للعمل معا بدلا من تبادل الشتائم عبر القناة، كما أنها تظهر استعدادا لأخذ عصابات التهريب عبر أوروبا، التي كانت سببا كبيرا في هذا البؤس البشري، على محمل الجد.
وأشارت إلى أن أزمة المهاجرين في أوروبا تصغر أمام أزماتهم الحادة في دول أخرى مثل لبنان والأردن، على سبيل المثال، التي تتعامل مع آثار الموجات الوحشية للعنف الذي يجتاح سوريا والعراق، حيث يوجد في لبنان نحو مليون لاجئ سوري وستمئة ألف في الأردن.
وأضافت إندبندنت أنه إذا كان الغرب لا يريد أن ينتهي المطاف بالمزيد من هؤلاء الناس المشردين البؤساء في شمال أوروبا، فيجب ضمان رعايتهم ووضعهم في مخيمات بالمنطقة.