صحف إسرائيل تستعرض إخفاقات عدوان غزة

A Palestinian walks past a fence with Israeli solders on the other side near a protest against Israel and their blockade of Gaza in Khan Yunis in the southern Gaza Strip on February 1, 2015. Israel imposed a blockade on Gaza in 2006, and has built an electric fence and buffer zone that are meant to make it virtually impossible for anyone to infiltrate the Jewish state. AFP PHOTO/ SAID KHATIB
جنود إسرائيليون خلف السياج الكهربائي المضروب من جهة خان يونس على قطاع غزة (غيتي/الفرنسية)

عوض الرجوب-رام الله

أسهبت صحف إسرائيل اليوم في معالجة حيثيات عدوان العام الماضي على قطاع غزة، مشيرة إلى ما وصفته ضياع فرص ومقتل جنود بنظام هنيبعل الذي يستخدم لإحباط اختطاف الجنود، كما تناولت المفاوضات غير المباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس لإبرام صفقة تبادل.

ففي خبر رئيسي أبرزت صحيفة يديعوت حديث رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل عن تلقي حماس رسائل عبر وسيط أوروبي للشروع في مفاوضات حول مبادلة جثتي الجنديين هدار غولدن وشاؤول أرون.

وأضافت الصحيفة أن مشعل انضم إلى الحرب النفسية التي تشنها حماس بشأن جثتي الجنديين بعد سنة بالضبط من بدء حملة "الجرف الصامد".

نظام هنيبعل
من جهتها كشفت صحيفة معاريف عن مقتل جندي إسرائيلي خلال الحرب بسبب نظام هنيبعل، وهو نظام لإحباط اختطاف جنود حتى لو أدى ذلك لقتلهم.

ونقلت عن البروفيسور آسا كيشر -كاتب المدونة الأخلاقية للجيش الإسرائيلي وعضو لجنة شمغار التي تشكلت لتحديد قواعد تحرير المخطوفين- قوله أمس إن جنديا دفع حياته بسبب نظام هنيبعل.

ووصف النظام بأنه "مغلوط"، رافضا الكشف عن هوية الجندي الذي قتل وعن أي حدث يتحدث، فيما رفض الجيش التعقيب.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن ضابط شارك في محاولة إنقاذ هدار غولدن -الذي يعتقد أنه قضى بسبب نظام الإحباط السابق- أن هناك إحساسا بضياع الفرصة.

ويتحدث الملازم متان حورش عن "إحساس بالفشل الشخصي" بعد عدم العثور على جثة غولدن في معركة رفح جنوبي قطاع غزة.

ويضيف "فعلنا كل شيء كي نجده بكل ثمن، والدليل على ذلك هو أن العائلة تمكنت من إجراء جنازة له، ومع ذلك كان لدي إحساس بضياع الفرصة، في نهاية المطاف عدنا إلى إسرائيل وهو لم يكن معنا".

امرأة فلسطينية في منزلها المدمر بحي الشجاعية جراء العدوان الإسرائيلي على غزة 2014 (الأوروبية)
امرأة فلسطينية في منزلها المدمر بحي الشجاعية جراء العدوان الإسرائيلي على غزة 2014 (الأوروبية)

وعن إجراء هنيبعل كتب جدعون ليفي عن "يوم الجمعة الأسود" الذي يرى أن إسرائيل انفصلت فيه تماما عن ما تبقى من إنسانيتها، موضحا أنه "اليوم الذي تتذكر فيه إسرائيل أبناءها الثلاثة فقط، وتمحو من وعيها مئات الضحايا الفلسطينيين الأبرياء".

وأضاف في هآرتس أن الجنود "فقدوا أعصابهم في هذا اليوم كما لم يفقدوا أعصابهم في أي وقت آخر، وقتلوا عشرات الأبرياء كما لم يقتلوا قبل ذلك".

وفي افتتاحيتها، ذكرت صحيفة هآرتس أن الفرضية التي ترافق سياسة الحكومة الإسرائيلية في السنوات الثماني الأخيرة تعتمد على أن الحل العسكري وحده يمكنه أن يهدئ قطاع غزة.

وأضافت أن شعارات مثل "تصفية بنية الإرهاب" و"إعادة غزة إلى العصر الحجري" أو "قتل القيادة"، غذت ليس فقط حملة الانتخابات الأخيرة، بل تسللت إلى الوعي الإسرائيلي.

وبعد كل ما جرى لغزة، تقول الصحيفة إن الجيش -وليس السياسيون- هو من بادر إلى إستراتيجية التسهيلات التي وصفتها بالعقلانية والعملية، وتفترض أن الحل العسكري وحده ليس ضمانة لهدوء طويل على الحدود.

وشددت على أن التطبيق اللازم لتوصيات كبار المسؤولين في جهاز الأمن ليس بديلا عن حل سياسي شامل، كما أنه لا يلغي الحلم الوطني الفلسطيني لدولة مستقلة.

مساعدة مصر
في صحيفة إسرائيل اليوم، دعا مستشار الأمن القومي عوفر يسرائيلي إلى جهد دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، مطالبا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بمساعدة مصر في حربها "خشية من انتقال ما حدث في سيناء إلى دول أخرى في المنطقة".

وحسب الكاتب فإن عملا شاملا ومصمما للمجتمع الدولي برئاسة الولايات المتحدة من شأنه إعادة الأمور إلى نصابها وكبح انتشار التنظيم، داعيا إلى العمل على ثلاث جبهات: إعطاء مظلة وتأييد كامل للصراع المصري ضد التنظيم، وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري الشامل للجيش المصري.

وأضاف الكاتب جبهة ثالثة وهي النظر إلى حادثة سيناء من قبل المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة كحادثة معيارية تستوجب إعطاء غطاء دفاعي شامل لدول المنطقة المستقرة في مواجهة التنظيم.

المصدر : الجزيرة