غزة تتذكر ضحاياها الأطفال بالحرب الأخيرة

تقرير دولي يساوي بين الضحية والجلاد بحرب غزة
حرب غزة كانت شديدة الوطأة على أطفال القطاع (الجزيرة-أرشيف)

بعد عام على الحرب، تنعى غزة ضحاياها من الأطفال الذين تظل خسارتهم جرحا مفتوحا وبالنسبة لليافعين الفلسطينيين الآخرين تبقى الجروح نفسية.

وتعتبر مدرسة الدوحة الثانوية للبنين في رفح، جنوب قطاع غزة، نموذجا للحزن والأسى الذي أصاب هذه المدرسة التي كان يحضرها نحو ألف طالب يأتون إليها على فترتين. ويتذكر ناظر المدرسة الطلبة الستة الذين استشهدوا في الحرب وكان من بينهم الطالب هيثم عبد الوهاب الذي كان طيبا ومحبوبا من كل المدرسة وقد قتل في بيت عمه مع أخيه وأمه.

وبالرغم من غياب هؤلاء الطلبة عن ذاكرة مدرستهم، فإن مرارة الألم لا تزال تعتصر بيوت أهليهم في الضواحي والقرى في أنحاء رفح التي شهدت بعض أعنف الهجمات خلال الحرب التي دامت خمسين يوما.

ثلاثة أرباع أطفال غزة يعانون من التبول اللاإرادي، في حين أن 89% من الآباء يروون أن أطفالهم يعانون من مشاعر خوف مستمر وأكثر من 70% من الأطفال يخشون نشوب حرب أخرى

ويحكي محمود معمر (والد الشهيد أنس) كيف أنه كان متدينا وطيبا كبقية إخوته، وكان من المفترض أن يكون في الصف الثالث الثانوي هذا العام وكان يريده أن يلتحق بالجامعة ليصير مدرسا.

ويشير تقرير نشر يوم الاثنين عن حملة "أنقذوا الأطفال" كيف أن أطفال غزة كانوا أكثر من تحمل وطأة حرب الصيف الماضي حيث قتل 551 طفلا وجرح 3436، منهم 10% أصيبوا بعجز دائم في مقابل مقتل طفل إسرائيلي واحد وجرح 270.

ومن آثار الحرب، كما يشير التقرير، أن ثلاثة أرباع أطفال غزة يعانون من التبول اللاإرادي، في حين أن 89% من الآباء يروون أن أطفالهم يعانون من مشاعر خوف مستمر وأكثر من 70% من الأطفال يخشون نشوب حرب أخرى. كما أن سبعة من كل عشرة أطفال يعانون الآن من كوابيس منتظمة.

ويعتقد حسن زيادة، وهو طبيب نفسي في غزة، أن الأطفال واليافعين أكثر الفئات تضررا بسبب الحرب الأخيرة، وفي سياق أوسع بسبب الحصار والصراع وهذا يعني أن الأطفال فوق سن التاسعة سيكونون قد مروا بثلاث حروب وحصار اقتصادي مستمر.

ويقول زيادة إن هؤلاء الأطفال يعانون مشاكل متوقعة مثل فرط الانتباه والكوابيس ومشاكل إدراكية، ويشتكي المدرسون من تدني مستواهم بالدراسة، وفي التواصل مع غيرهم أصبحوا عدوانيين لفظيا وبدنيا.

المصدر : غارديان