صحف إسرائيل تدعو لتجنب المواجهة مع غزة

تقرير دولي يساوي بين الضحية والجلاد بحرب غزة
من آثار الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014
عوض الرجوب-الخليل       

هيمنت الذكرى السنوية الأولى لعدوان إسرائيل على غزة صيف 2014 على صحف إسرائيل ومقالات كتابها، مكررة بإسهاب سبل تجنب المواجهة القادمة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتخفيف الحصار والسماح لسكان القطاع بالسفر، فضلا عن الميل إلى تأييد هدنة طويلة مع الحركة.

فقد قالت صحيفة هآرتس في خبر رئيسي إن ضباطا كبارا بالجيش أوصوا مؤخرا وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون بالنظر في فتح موسع لمعابر الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

وأضافت أن التوصية طرحت في المداولات التي جرت في قيادة جهاز الأمن، وتسمح بخروج آلاف الفلسطينيين من القطاع إلى الخارج عبر معبر إيريز، ومنه إلى الأردن، مع إعادة فتح معبر البضائع إلى القطاع ومنح تصاريح للعمال الفلسطينيين من القطاع في بلدات غلاف غزة.

ووفق المداولات التي جاءت بعد عام على العدوان الأخير على القطاع، يدعي الجيش بأن حماس بقيت بلا إنجازات حقيقية بعد القتال بسبب ما اعتبروه عزلة سياسية وتوتر في علاقتها مع مصر.

وتابعت الصحيفة أن استنتاجا يتبلور في أوساط رجالات أمنية كبيرة مفاده أن بإمكان إسرائيل أن تساعد في تحقيق الهدوء لزمن طويل نسبيا على حدود القطاع من خلال تسهيلات اقتصادية، ورفع بعض المحظورات على عبور الأشخاص والبضائع من نطاق القطاع.

‪عنصران من كتائب عز الدين القسام عند أحد الثغور القريبة من الاحتلال‬ (الجزيرة)
‪عنصران من كتائب عز الدين القسام عند أحد الثغور القريبة من الاحتلال‬ (الجزيرة)

التسهيلات والهدوء
في سياق متصل، يرى خبير الأمن القومي غيورا إيلند في صحيفة يديعوت أن القبول بحكم حماس ومنحها حافزا للحفاظ على الهدوء كالموافقة على ميناء، يعزز استقلالها وحكمها، وبذلك "نكون حققنا هدوءا أمنيا طويلا، وهذه مصلحة إسرائيل بالأساس".

ويشير إلى خطأين من دروس الحرب، الأول الوصف غير الدقيق للواقع من قبيل أن حماس هي منظمة إرهابية سيطرت على غزة، ولهذا فإن حكمها غير شرعي وبالتالي وجبت مقاطعتها، والثاني من ناحية عسكرية القول إنه يمكن الانتصار عليها بهذه السهولة.

ويرى الكاتب أن غزة باتت بحكم الأمر الواقع دولة مستقلة بكل معنى الكلمة، وحماس ليست منظمة إرهابية كالقاعدة، بل حركة انتخبت بشكل ديمقراطي جدا.

ورغم حديثه عن التأثير على قدرات حماس مع نهاية الحرب، يخلص الكاتب إلى أن "الهدوء طويل المدى سيستمر إذا كنا سنخلق لحماس -إلى جانب الردع- حافزا إيجابيا للحفاظ عليه أيضا، وهو حافز لا يناقض بالضرورة احتياجاتنا الأمنية".

أما في صحيفة إسرائيل اليوم، المقربة من مكتب رئيس الحكومة، فقد دعا يوسي بيلين إلى التنسيق مع السلطة الفلسطينية بشأن أي اتفاق هدنة مع حركة حماس، مضيفا أن أي اتفاق هدنة مع الحركة في غزة دون اطلاع السلطة والتوافق معها قد يكرر خطأ فك الارتباط ويكون ضرره أكبر من نفعه.

واعتبر الكاتب أن اتفاق هدنة لفترة طويلة مع حماس، مقابل إعطاء إمكانية لإعمار وتنمية القطاع، هو الفكرة الأكثر معقولية في الظروف الصعبة الناشئة "أما السلام في هذه اللحظة فمتعذر".

وأضاف: إذا كان صحيحا أنه تجري محادثات غير مباشرة مع حماس على وقف نار وتطبيع، فثمة ضرورة لحوار موازٍ مع السلطة الفلسطينية.

عائلة شمالي فقدت أربعة من أفرادها شهداء خلال العدوان على قطاع غزة العام الماضي (الجزيرة)
عائلة شمالي فقدت أربعة من أفرادها شهداء خلال العدوان على قطاع غزة العام الماضي (الجزيرة)

اتهام السلطة
وفي ذات الصحيفة، يرى رئيس دائرة دراسات الشرق الأوسط في كلية الجليل الغربي رونين إسحق أنه عندما تشعر حماس بأن ليس لديها ما تخسره تستأنف إطلاق النار نحو إسرائيل، لتحظى برأي عام متعاطف في العالم العربي ولتوقف الضغط من جانب مصر والسلطة.

ووفق الكاتب فإن الظروف السياسية بالشرق الأوسط تشير إلى إمكانية اندلاع مواجهة جديدة، وذكر منها "هبوط مكانة حماس وعلاقاتها المهزوزة مع السلطة الفلسطينية والمكانة الدولية المهزوزة لإسرائيل وعلاقات حماس المتوترة مع مصر".

وفي شأن متصل، يزعم نداف هعتسني، في صحيفة معاريف، بأن الفوضى في العالم العربي والتحالف الإستراتيجي بين مصر وإسرائيل أبقيا الفلسطينيين خارج الصورة "ولهذا هم يحاولون إشعال اللهب من أجل العودة إلى مركز الأحداث".

ويتهم الكاتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمسؤولية عما سماها "موجة الإرهاب الجارية حاليا" مشيرا بالذات إلى عمليات استهدفت مستوطنين وجنودا في الضفة، فضلا عن عمليات إلقاء الحجارة.

كما اتهم هعتسني وسائل الاعلام في السلطة بالتحريض، معتبرا أن "موجة العنف الحالية جاء توقيتها من قبل عباس ورجاله كنتيجة للأزمة".

المصدر : الجزيرة