نيويورك تايمز: هجمات سيناء تزعزع استقرار مصر

الحرب علي الإرهاب تطور ولاية سيناء

تناولت تقارير بعض الصحف الغربية الصادرة اليوم الخميس الهجمات التي نفذها مسلحون على مواقع للجيش المصري في سيناء وأسفرت عن مقتل عشرات الجنود، فيما يعتبر تصعيدا خطيرا للوضع هناك.

فقد ذكرت صحيفة ذي غارديان أن تنظيم الدولة الإسلامية حقق تقدمات صغيرة لكنها غير مسبوقة في مصر بقتله عشرات الجنود عندما هاجمت جماعة "ولاية سيناء" التي أعلنت ولاءها للتنظيم مؤخرا، عدة نقاط تفتيش عسكرية في أوقات متزامنة، محاولة للمرة الأولى السيطرة على جيب صغير من الأرض في صحراء سيناء.

وأشارت إلى زعم الجماعة استيلاءها على أجزاء من مدينة الشيخ زويد القريبة من الحدود المصرية مع غزة، حيث أعلنت أنها سيطرت سيطرة كاملة على مواقع عدة واستولت على ما فيها من معدات. وقالت الصحيفة إنه لو صح هذا الأمر ولو لفترة قصيرة، فإن هذه الخطوة تشكل تصعيدا في إستراتيجية وقدرات الجماعة في سيناء.

يرى بعض الخبراء أن حجم وتعقيد الهجوم تجاوز بكثير أيا من الضربات السابقة في سيناء، مما يزيد احتمال أن جماعة ولاية سيناء بدأت تنسّق بشكل وثيق مع قيادة تنظيم الدولة في سوريا

وقال محلل سياسي بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إن سيطرة الجماعة على مساحة مادية له أهميته ويعد تطورا جديدا مثلما حدث في العراق وسوريا.

من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد انقلابا عسكريا قبل عامين واعدا بإعادة النظام والأمن إلى مصر، يواجه اليوم تمردا "جهاديا" متصاعدا زعزع استقرار البلاد التي تعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة.

وبحسب بعض الخبراء فإن حجم وتعقيد الهجوم تجاوز بكثير أيا من الضربات السابقة للجماعة في سيناء، مما يزيد احتمال أنها بدأت تنسق بشكل وثيق مع قيادة التنظيم في سوريا.

وذكرت الصحيفة أن حملة السيسي لقمع المعارضة فشلت في تقليل العنف وإعادة النظام، وأضعفت قدرته على النهوض بالدعامة الثانية التي وعد باستعادتها ألا وهي الاقتصاد. كما أن الحياة السياسية أصابها الجمود.

وفي هذا السياق وصفت صحيفة واشنطن بوست الهجمات على مواقع للجيش المصري في سيناء بأنها كانت الأكثر تطورا منذ عقود، وأنها تتحدى جهود مصر لتصوير نفسها كحصن الاستقرار في منطقة تموج بالعنف.

وأضافت الصحيفة أنه بينما سحقت الحكومة "المستبدة" معظم المعارضة وعززت دور الجيش في السنوات الأخيرة، تمكن الموالون لتنظيم الدولة من السيطرة على مدينة الشيخ زويد التي يبلغ عدد سكانها 60 ألفا، وهو ما يعتبر تحولا "جديدا ومقلقا" بحسب خبير متخصص في شبه جزيرة سيناء.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية