إندبندنت: مخاطر تنذر بتفكك الاتحاد الأوروبي

ناخبون أمام مدخل مركز الاقتراع ويظهر نسبة كبيرة من كبار السن بينهم
ناخبون أمام مدخل أحد مراكز الاقتراع باليونان أثناء الاستفتاء على الشروط التي وضعها الدائنون (الجزيرة)

تناولت صحف بريطانية الأزمة المالية المتفاقمة التي تعانيها اليونان، وأشار بعضها إلى أن منطقة اليورو برمتها تعاني من مشكلات، وأن استمرار أزمات الدول الغربية ينذر بتفكك الاتحاد الأوروبي برمته.

فقد نشرت صحيفة ذي إندبندنت مقالا للكاتب هامش مكراي قال فيه إن دول منطقة اليورو تعاني مشاكل متنوعة يتعلق بعضها بارتفاع المديونية، وأخرى بانخفاض عدد السكان وسن العمل.

ودعا مكراي إلى بدء التفكير لإيجاد حلول لقضايا الاتحاد الأوروبي بدلا من التركيز على الأزمة المالية اليونانية بمفردها، وقال إنه ربما يمكن إيجاد خطة معينة لإنقاذ اليونان، ولكن ديون أثينا كبيرة ولا يمكن تسديدها، وإن شطبها يعتبر مخالفا لأنظمة منطقة اليورو.

وأضاف أن أزمة اليونان ستبقى مستمرة ومستدامة، وأن ديون أثينا ستبقى تضغط ليس فقط على السياسات الأوروبية، ولكن آثارها ستطال اقتصاد منطقة اليورو، وبالتالي بنية الاتحاد الأوروبي برمته.

كاتب بريطاني: دول متعددة بالاتحاد الأوروبي تعاني تحت وطأة الديون، ولكن أزمة اليونان هي الظاهرة على السطح بشكل أكبر، وذلك لكون ديونها بلغت 180% من الناتج المحلي الإجمالي

ديون أوروبا
وقال إن دولا أخرى بالاتحاد الأوروبي تعاني تحت وطأة الديون، ولكن أزمة اليونان هي الظاهرة على السطح بشكل أكبر، وذلك لكون ديونها بلغت 180% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأضاف أن ديون إيطاليا تصل إلى 133% من الناتج المحلي الإجمالي يليها البرتغال بنسبة 128% فأيرلندا 108%، وقال أيضا: دعونا لا ننسى أن ديون بريطانيا تقترب من 91% من الناتج المحلي الإجمالي.

كما تحدث الكاتب عن المشاكل السكانية والعمالية التي تعانيها مختلف دول الاتحاد الأوربي بنسب متفاوتة، وحذر من أن العمالة الماهرة من الشباب الأوروبي قد تغادر بلادها بحثا عن فرص أفضل، وذلك ما لم تبادر تلك الدول إلى تنمية اقتصادها.

من جانب آخر، نشرت صحيفة ذي أوبزيرفر مقالا للكاتب مارك مازووير قال فيه إن أزمة منطقة اليورو لا تشكل سوى جزء من رحلة النضال الأوروبي من أجل الوحدة والسلام.

بنية الاتحاد
وأوضح أنه يجب ألا يسمح الأوروبيون لعملة اليورو بضعضعة الاتحاد الأوروبي أو تعريض بنيته للخطر، وخاصة بعد أن قضى الأوروبيون عقودا من أجل بناء اتحادهم بعد مرور حربين عالميتين.

وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة ذي ديلي تليغراف مقالا تحليليا للكاتب تشارلز مور حذر فيه من تضاؤل وانكماش الدور البريطاني والغربي على المسرح الدولي، في ظل تزايد الأزمات والمخاطر العالمية.

ودعا الكاتب المملكة المتحدة إلى إعادة النظر في سياساتها الخارجية وفي نظرتها الجيو سياسية، وذلك كي تتمكن من مواجهة التهديدات العالمية المتزايدة، وأشار إلى أن اليونان تعاني أزمة مالية متفاقمة تنذر بتفتت الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن الساسة في الغرب طالما ضربوا مواعيد نهائية لحل بعض الأزمات والمشاكل العالمية، ولكن تلك المواعيد لم تتحقق، وضرب أمثلة على مواعيد نهائية متعددة سبق تحديدها بالنسبة للأزمة اليونانية أو أزمة البرنامج النووي الإيراني، ولكن دون جدوى، وأشار إلى أن تلك المشكلات لا تزال قائمة.

خط أوباما
كما تحدث عن صعود الصين وعن تزايد الدور الذي تلعبه روسيا على المسرح الدولي في مقابل العثرات التي تواجه أوروبا والولايات المتحدة، وأوضح أن أبرز هذه العثرات ما يتعلق بالديون وبالحروب الخارجية التي شنتها على العراق وأفغانستان وعلى مناطق أخرى.

وانتقد الكاتب السياسات الخارجية الأوروبية والأميركية، وتحدث عن إخفاقها في حل المشاكل الدولية أو حل أزمات دول الشرق الأوسط.

كما تحدث عن تردد الرئيس الأميركي باراك أوباما في الإيفاء بوعده إزاء الخط الأحمر الذي وضعه أمام استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائية وعن خطورة حصول إيران على السلاح النووي على أوروبا والعالم.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية