الانتخابات التركية والاحتمالات المفتوحة
اهتمت وسائل الإعلام الأميركية بالانتخابات التركية التي تجرى اليوم ووصفتها بأنها مرحلة مفصلية في تاريخ تركيا الحديث والحد الفاصل بين ترسيخ الديمقراطية أو نظام الحزب الواحد في إشارة للحزب الحاكم.
وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن المحللين يرون في هذه الممارسة الديمقراطية إما أنها تسهم بتقوية أساس التجربة الديمقراطية في هذا البلد ذي الثمانين مليون نسمة أو قد تذهب به في الاتجاه الآخر وترسخ سلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتمتع بكاريزما مميزة أكسبته شعبية واسعة.
وتناولت الصحيفة التوقعات التي أشارت إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي جلس في السلطة بلا منافس منذ عام 2002 قد يحصل على 42% إلى 45% من الأصوات وإن صحت التوقعات فإنها تعتبر نكسة للحزب الذي حصل على حوالي 50% من الأصوات عام 2011.
وأرجعت الصحيفة هذا الانخفاض المتوقع إلى تباطؤ الاقتصاد التركي وارتفاع نسبة البطالة التي ساهمت في تغيير قناعات بعض الناخبين. من جهة أخرى، فقد نغص سير الحملات الانتخابية هذه المرة أعمال عنف وتوتر واستقطاب اجتاحت تركيا في الفترة الأخيرة.
وقد أدى انخفاض نسبة التأييد للحزب الحاكم إلى إنعاش آمال الأحزاب الأخرى وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي يأمل هذه المرة تخطي عتبة العشرة بالمئة من الأصوات مما يتيح له دخول البرلمان.
وقال زعيم الحزب صلاح الدين ديمرطاش "علينا أن نبدأ بداية جديدة بأن نضع الناس في قلب النظام".
وفي صحيفة وول ستريت جورنال، قال الكاتب أمري بيكر إن الرئيس أردوغان يدفع بقوة باتجاه انتصار كاسح، إلا أن حزب الشعوب الديمقراطي قد يقف حجر عثرة أمامه.
ورأت الصحيفة أنه على الرغم من أن الناخبين سيدلون بأصواتهم لانتخاب ممثليهم في البرلمان التركي، فإن الانتخابات بشكل عام تعتبر مرة أخرى استفتاء على أردوغان نفسه ورؤيته لمستقبل البلاد رغم أنه كرئيس غير مشارك بالانتخابات.
ويسعى أردوغان إلى الفوز بأغلبية كبيرة لحزب العدالة والتنمية لتعزيز صلاحيات الرئيس، حيث يرى أن رئاسة تتمتع بسلطات تنفيذية على غرار النظام الأميركي ضرورية لتعزيز النفوذ الإقليمي والنجاحات الاقتصادية لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.
وقال -في مؤتمر انتخابي في إقليم أرداهان في شمالي شرقي تركيا، أمس السبت- "يقولون إذا حصل أردوغان على ما يريد يوم الأحد فإنه سيصبح شخصا لا يقف شيء في طريقه. إنهم يقصدون أن تركيا لن يستطيع أحد إيقافها".