أصداء الانتخابات البريطانية في الصحافة الأميركية

Britain's Prime Minister David Cameron gestures as he speaks at an election rally in St Ives, Britain May 5, 2015. Britain will go to the polls in a national election on May 7. REUTERS/Toby Melville
استطلاعات الرأي فشلت في رصد الشعبية الحقيقية لكاميرون (رويترز)

خصصت الصحافة الأميركية مساحات واسعة من صفحاتها لنتائج الانتخابات البريطانية التي حقق فيها المحافظون بقيادة رئيس الوزراء الحالي ديفد كاميرون انتصارا ضمن لهم أغلبية تؤهلهم لتشكيل الحكومة بدون اللجوء لتحالفات.

صحيفة واشنطن بوست نشرت مقالا للكاتب يائير روسينبيرغ قال فيه إن تشبيه كاميرون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد لا يبدو لائقا للبعض.

فكاميرون انتخب رئيسا لوزراء دولة حليفة للولايات المتحدة ولا يشوبها غبار، أما نتنياهو فقد انتخب رئيسا لوزراء دولة مزروعة في قلب الشرق الأوسط وحولها جدل لا ينتهي.

حزب المحافظين بزعامة ديفد كاميرون حصل على الأغلبية في مجلس العموم (رويترز)
حزب المحافظين بزعامة ديفد كاميرون حصل على الأغلبية في مجلس العموم (رويترز)

ويضيف أنه من جهة أخرى "هناك بالفعل قواسم مشتركة بين الرجلين، فكلاهما دخلا الانتخابات وهما على رأس السلطة، وكلاهما كان من المستبعد فوزهما طبقا لاستطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات، وكلاهما فازا بعكس التوقعات بأغلبية مريحة نسبيا".

ويرى الكاتب أن هناك قاسما مشتركا آخر، وهو أن استطلاعات الرأي في إسرائيل لم تستطع رصد الشعبية الحقيقية لنتنياهو، وهو بالضبط ما حدث للاستطلاعات في بريطانيا عندما فشلت في تحديد الحجم الحقيقي لشعبية كاميرون.

أما أين أخطأت الاستطلاعات والتوقعات؟ فهو أمر كان أمام أعين الجميع، وفق الكاتب "ففي الأشهر التي سبقت الانتخابات الإسرائيلية شن نتنياهو ومن لف لفه حملة سياسية وإعلامية شعواء ضد حل الدولتين مع الفلسطينيين. وفي بريطانيا، حمل كاميرون لواء إبقاء إسكتلندا ضمن المملكة المتحدة".

أما صحيفة نيويورك تايمز، فرأت أن "انتصار كاميرون الانتخابي الكاسح لم يكن رخيصا، وولايته القادمة لن تكون نزهة". وقالت ايضا "أمامه تحد يتعلق بهوية الأمة البريطانية وكيف الإبقاء على إسكتلندا ضمن المملكة المتحدة، خاصة وأن بينها وبين إنجلترا ما صنع الحداد". أما التحدي الآخر "فليس أهون من الأول فهو يتعلق بمكانة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي والعالم".

من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى "الغالبية الهزيلة" التي فاز بها المحافظون والتي ستحتم عليهم "اتخاذ الأمور بروية وتأن خاصة وأن الحزب أمام قضايا قد تحدد وضع بريطانيا بالقرن الـ21".

ويبقى على المحافظين أن يواجهوا أصعب مهامهم، تضيف الصحيفة، وهي التعامل مع قضية إسكتلندا التي ينشط فيها تيار يريد الانفصال عن بريطانيا، وما زاد الطين بلة أن الفائز الثاني بالانتخابات البريطانية الأخيرة هو الحزب القومي الإسكتلندي.

ونقلت الصحيفة عن رئيس تحرير مجلة سبكتاتور، فرايسر نيلسون، قوله في هذا الصدد "إن الغالبية بهامش ضيق يمكن أن تنقلب بسهولة إلى فراش من المسامير".

‪نيكولا ستيرجيون نجم صاعد بالساحة السياسية الإسكتلندية‬ (رويترز)
‪نيكولا ستيرجيون نجم صاعد بالساحة السياسية الإسكتلندية‬ (رويترز)

أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز، فقالت إن هناك دروسا في الانتخابات البريطانية، منها أن قوى ما بعد تصويت سبتمبر/أيلول الماضي الذي أبقى إسكتلندا ضمن المملكة المتحدة قد عادت بطاقتها القصوى على شكل ثورة سياسية عارمة، حيث ربح الحزب القومي الإسكتلندي 56 مقعدا من أصل 59 كان ينافس عليها.

ومع الصعود المطرد لنجم زعيمة الحزب نيكولا ستيرجيون، يبدو أن تصويتا آخر موضوعه الاستقلال سينظم بالمستقبل المنظور.

وتضيف الصحيفة "رغم أننا في عصر المعلوماتية، فإن جميع التوقعات التي اعتمدت على أحدث الوسائل الإلكترونية قد أثبتت خطأها، إذ أشارت جميع التوقعات -التي نشرتها كبريات الوسائل الإعلامية البريطانية مثل (بي بي سي) وغارديان- أن المحافظين والعمال سيكونون متقاربين في السباق، ولكن النتيجة أتت مغايرة تماما، فأين الخطأ؟".

وترى  لوس أنجلوس تايمز أن استطلاعات الرأي التي تنفذ قبل الانتخابات لا تصل إلى القاعدة الشعبية العريضة التي تحسم الانتخابات فعلا.

المصدر : الصحافة الأميركية