نيبال بحاجة لمساعدات نوعية لتفادي كوارث المستقبل

خصصت الصحافة البريطانية حيزا واسعا لتغطية كارثة زلزال نيبال الذي ذهب ضحيته أكثر من 3300 شخص وما زالت الحصيلة في ارتفاع مستمر حيث تتواصل جهود الإنقاذ وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.

قالت صحيفة تلغراف إن الآثار الكارثية التي خلفها زلزال نيبال لن تزول بين ليلة وضحاها وإنها جرس إنذار لحاجة ذلك البلد إلى بنى تحتية أفضل.

وعبرت الصحيفة عن صدمتها بأحداث نيبال ووصفتها بأنها دليل على هشاشة بني البشر وضعفهم رغم التقدم التكنولوجي الهائل الذي أنجزوه.

ووصفت ما حدث في الانهيار الثلجي بجبل إيفرست ونجاة البعض وموت البعض الآخر بأنه كان استعراضا للحظ ليس إلا، فلم يكن لأي شخص يد في تحديد مصير أي شخص آخر، وأن الذين فقدوا حياتهم لم يكونوا مقصرين تجاه أنفسهم بل لمجرد وجودهم بالمكان الخطأ في الوقت الخطأ والعكس صحيح.

أما صحيفة غارديان فقد رأت أن الدماء التي سالت في هذا البلد الآسيوي الفقير لم تكن نتيجة طبيعته الجيولوجية العنيفة فحسب، بل نتيجة الفقر المدقع والبنية التحتية المتهالكة التي جعلت الموت أمرا محتما في مثل هذه الظروف.

وقال كاتب المقال شاهين شوغاتي -الذي عمل مع منظمة أوكسفام الإغاثية- إن العاصمة النيبالية كتماندو لطالما كانت في حالة ترقب لكارثة كانت واقعة لا محالة نظرا للتاريخ الزلزالي لهذا البلد.

وأشار الكاتب إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه هذا البلد الآن هو المساعدات الدولية التي ستنهال عليه وكيفية إدارتها لمعالجة النتائج الوخيمة لزلزال يوم السبت الماضي، وكذلك لبناء قاعدة من الموارد لمواجهة أي كوارث مشابهة في المستقبل.

ويبين الكاتب أن نيبال بلد كان منكوبا على الدوام حتى قبل الزلزال الأخير، فعاصمته الصغيرة نسبيا يتكدس فيها مليون شخص. ونصف سكان نيبال البالغ عددهم 28 مليون نسمة لم يتمتعوا بالخدمات الأساسية العصرية مثل الصرف الصحي ومياه الشرب، ويعيشون تحت خط الفقر.

ويحث الكاتب المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية على تقديم يد العون لهذا البلد الذي نكب مرتين مرة بفقر موارده والثانية بطبيعته الجيولوجية العنيفة.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة تايمز أن أفضل طريقة لمساعدة نيبال في الوقت الحاضر هي مدها بالتقنيات والجهد الهندسي المتقدم لمواجهة التدمير الذي خلفه الزلزال.

ودعت الصحيفة إلى عدم التواني في إرسال المساعدات الإنسانية التي ستعين الملايين من النيباليين على مواجهة الكارثة التي ألمت بهم، ولكنها حثت في الوقت نفسه على نوع من التوازن المدروس في نوعية المساعدات المقدمة.

ورأت الصحيفة أن المساعدات يجب ألا تبنى على أساس تخليص النيباليين من محنتهم اليوم وضمان إنقاذ أكبر عدد من الأرواح فحسب، بل يجب أن تكون المساعدات ذات بعد إستراتيجي يساعد النيباليين في بناء إستراتيجية لمواجهة كوارث المستقبل التي تبدو أنها قادمة وإن طال الزمن.

أما صحيفة إندبندنت فقد أوردت مقالا للكاتب أنتوني كوستيللو الذي وجه كلامه للبريطانيين والغرب عموما وتساءل قائلا: تخيلوا لو أن لندن استيقظت على موت الآلاف وتحولت معالمها مثل مقر البرلمان وبرج لندن وقصر بكنغهام إلى حطام.    

ووصف الكاتب الشعب النيبالي -الذي يقول إنه عاش بين ظهرانيه- بأنه "شعب خلاق وصلب في أوقات الأزمات". ودعا إلى أن تتظافر الجهود في مساعدة الشعب النيبالي وعبر عن ثقته بأن المساعدات التي ستقدمها الدول الغنية سوف تستغل بشكل مثمر.

المصدر : الصحافة البريطانية