فايننشال تايمز: مقامرة أوباما على مستقبل إيران

كومبو يجمع : أوباما وروحاني من وكالة الأنباء الأوروبية
واشنطن بوست: مفاوضات أوباما مع إيران ليست بشأن ما إذا كانت ستمتلك سلاحا نوويا ولكنها عن مستقبل الشرق الأوسط (الأوروبية)

علقت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية على الاتفاق النووي المرتقب مع إيران بأن الرئيس باراك أوباما يستعد لخوض أكبر مقامرة سياسة خارجية لرئاسته بتجاهله المعارضة الداخلية ومعارضة شبه جماعية في الشرق الأوسط، وقالت إن رهانه بالمضي قدما في الاتفاق هو أنه يمكن استمالة أكثر الدول الدينية (الثيوقراطية) تشددا للتغيير نحو الأفضل وأنه بمرور الوقت ستتمكن الأغلبية الصامتة من حمل مراجعها الدينية على تغيير رأيهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن رهان أوباما على الدبلوماسية ليس بجديد على السياسة الخارجية الأميركية، وأن التحالفات والسلام الذي عقده الرؤساء السابقون كان مع زعماء عرف عنهم دمويتهم الفظيعة التي لا تقارن بتهديد إيران لقيم أميركا العالمية، وأضافت أن منطق أوباما مع منتقديه هو أنه إذا كان الخيار بين اتفاق سيئ أو الحرب فإن الاتفاق السيئ يكون أفضل بكثير من الحرب.

هناك عيب في منطق أوباما وهو أن طهران لن تدفع ثمنا حقيقيا إذا ما أخلفت وعدها، وأنها -مقارنة بخمس أو عشر سنوات مضت- تتفاوض الآن من موقع قوة

وختمت بأن هناك عيبا في منطق أوباما وهو أن طهران لن تدفع ثمنا حقيقيا إذا ما أخلفت وعدها، وأنها -مقارنة بخمس أو عشر سنوات مضت- تتفاوض الآن من موقع قوة، وأضافت أن أوباما يجازف بتقاسم إرث آخر مع سلفه جورج بوش الذي حاول فرض الديمقراطية بقوة السلاح في العراق، وهو ما أدى إلى خلق فراغ ملأته إيران وكانت أكبر مستفيد من أخطاء بوش في الشرق الأوسط وظلت قوتها تنمو خلال سنوات أوباما، ومن سخرية الأقدار أن الاتفاق الوشيك يمكن أن يعزز هذا التوجه.

وفي السياق أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى ما اعتبرته تناقضا واضحا في دفاع إدارة أوباما المسبق عن الاتفاق النووي مع إيران، وهو أن البيت الأبيض يزعم أن الانتقادات الإسرائيلية والجمهورية ليس لها بديل سوى الحرب، مع أن أوباما كرر مؤخرا استعداده لفسخ أي اتفاق سيئ، وقالت إن هذا معناه أن الحرب ليست هي البديل.

وترى الصحيفة أن مفاوضات أوباما مع إيران ليست فقط حول ما إذا كانت ستمتلك سلاحا نوويا ولكنها عن مستقبل الشرق الأوسط، وأن النتيجة من غير المرجح أن تؤدي إلى حرب في المستقبل القريب، لكنها قد تحدد من يفوز في سباق النفوذ الطويل الأجل بين البحر المتوسط والخليج العربي.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية