توقعات إسرائيلية بتعاظم "انتفاضة السكاكين"

Israeli security forces stand by during a protest by Palestinians just outside Jerusalem's Old City December 26, 2015. Palestinians protested demanding that they be given the bodies of their brethren who have been killed during the latest wave of violence with Israel. REUTERS/Ammar Awad
قوات الاحتلال تحيط بمظاهرة في القدس قبل أيام تطالب بجثامين شهدائهم (رويترز)

طالب خبير إسرائيلي حكومة بلاده ببحث سحب الجنسية الإسرائيلية من فلسطينيي القدس ومناطق الـ48 الذين يشتبه فيهم بالتورط في العمليات ضد الإسرائيليين، ولا سيما مع توقعه بتعاظم ما وصفها بـ"انتفاضة السكاكين"، في حين يرى خبير آخر أن العمليات تبقى محدودة وغير منظمة ولا ترقى إلى انتفاضة.

وقال عوفر يسرائيلي الخبير في شؤون الأمن القومي والمحاضر في القضايا الدبلوماسية والإستراتيجية بمعهد هرتسيليا متعدد المجالات في مقال له بموقع ويللا الإخباري إن مرور مئة يوم على اندلاع الموجة الحالية من الهبة الفلسطينية ومقتل 24 إسرائيليا يتطلبان من إسرائيل تنفيذ جهود إستراتيجية فعالة في محاربتها.

وأشار إلى أنه مع استمرار ما وصفها بـ"انتفاضة السكاكين" فإن إسرائيل مطالبة بإبعاد المتورطين فيها خارج حدودها وذلك بتفعيل المادة الـ11 المعدلة في قانون الجنسية لعام 2008 التي تسمح للمحكمة الإسرائيلية بطلب من وزير الداخلية إلغاء مواطنة أي إسرائيلي متورط بتهمة أمنية بما فيها الأعمال الإرهابية.

وأضاف أن مثل هذه الخطوة قد تلقى قبولا عالميا في ظل لجوء عدد من الدول الغربية إليها، وإجراء نقاشات تشريعية برلمانية لدى عدد منها، مثل بريطانيا وكندا وفرنسا وبعض الولايات الأميركية، لأن إسرائيل تشعر بأنها عاجزة فعلا عن التعامل مع موجة العمليات التي تستهدفها في شوارعها، في ضوء أن موجة عمليات السكاكين لا يبدو أنها في طريقها للذبول والتراجع، بل إن الشعور السائد بين الإسرائيليين أن هذه الهجمات قد تتعاظم، وتأخذ زاوية جدية باتجاه أكثر ألما وقسوة، بما فيها اللجوء إلى استخدام إطلاق النار، وربما العودة للعمليات الانتحارية التي اجتاحت إسرائيل في السنوات الماضية.

أما المستشرق الإسرائيلي البروفيسور آيال زيسر فكتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات الفلسطينية من دون توقف ضد الإسرائيليين ينشغل الخبراء الإسرائيليون في التسمية المناسبة لهذه الأحداث، فهل هي انتفاضة أم هبة شعبية محدودة أو محلية؟ ويطرحون تساؤلات بشأن السقف الزمني الذي قد تستغرقه هذه الموجة من العمليات الفلسطينية من الطعن بالسكاكين، ومحاولات الدعس، بين من يقول إنها ستأخذ عدة أشهر، وآخرون يرون أنها ستزيد على ذلك.

وأضاف أن في الشارع الفلسطيني هناك من يبدو مستعدا للاستيقاظ صباحا، واستغلال فرصة لتنفيذ عملية طعن أو دعس لليهود، لكن يجب القول إننا لسنا أمام هبة شعبية واسعة كما عايشنا سابقا موجات من العمليات في الانتفاضة الأولى بثمانينيات القرن الماضي، أو الانتفاضة الثانية أوائل سنوات الألفين، حيث لا يخرج الفلسطينيون بصورة جماعية إلى الشوارع للاشتباك مع الجنود الإسرائيليين، وليست هناك تنظيمات مسلحة قادرة على تنفيذ هجمات عنيفة وعمليات انتحارية داخل حدود إسرائيل، لكن منفذي الهجمات الفلسطينية الذين يهاجمون الجنود والمستوطنين الإسرائيليين يحظون بروح عالية من الدعم في الشارع الفلسطيني الذي يسارع للتضامن معهم.

وأرجع زيسر السبب في عدم حصول عمليات فلسطينية واسعة النطاق بصورة منظمة إلى ما وصفها بـ"الفاعلية الميدانية" التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية القادرة على العثور على أي محاولة جدية من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو أي منظمة أخرى، واقتلاعها من جذورها، ولذلك يسعى الأمن الإسرائيلي إلى إحباط إقامة بنية تحتية لتلك الهجمات، كالموجودة هناك في غزة.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية