الخوف يطارد المسلمين بأميركا

Imam Johari Abdul-Malik (top) delivers a sermon during a Friday prayer service at Dar Al-Hijrah Mosque in Falls Church, Virginia, USA, 04 December 2015. The mosque was the site of an alleged hate crime in November, with authorities charging a man with leaving a fake bomb at the mosque. The mosque invited members of the US Congress to attend Friday prayers, express solidarity with the Muslim American community and denounce acts of intolerance and Islamophobia.
أحد الأئمة يلقي خطبة الجمعة في أحد المساجد بفرجينيا في ديسمبر/كانون الأول الجاري (الأوروبية)

عرض الكاتب مبين شاكر في صحيفة واشنطن بوست مشاعر الخوف التي تنتاب المسلمين بالولايات المتحدة جراء حملة الكراهية ضد المسلمين، قائلا إن أي مسلم بأميركا يشعر بخوف مضاعف عشر مرات أكثر من الخوف الذي يشعر به غير المسلمين مما يسمونه "الإرهاب".

واستعرض الكاتب في مقال له بالصحيفة حالات الاعتداء على المسلمين في المدارس والطرقات والمتاجر والمنازل في مختلف المدن والبلدات الأميركية بما فيها الاشتباه بمقتل أحد الصوماليين المسلمين (16 عاما) في مدينة سياتل بسقوطه من الطابق السادس في إحدى البنايات.

وأورد أن المساجد أصبحت تركز على تقديم النصح للمسلمين بشأن كيفية حماية أنفسهم بدلا من التركيز على الشؤون الدينية، مضيفا أنه يخشى من أن تتسبب خطب السياسيين ومطالبات المرشحين الجمهوريين بإنشاء قاعدة بيانات للمسلمين بالبلاد وإغلاق مساجدهم ووصفهم بالكلاب المسعورة وما إلى ذلك إلى إطلاق النار على المسجد الذي تذهب والدته للصلاة فيه كل يوم.

وتساءل شاكر: "إذا كان هو المولود بالولايات المتحدة ويتحدث الإنجليزية كلغة أم ويتمتع بتعليم جيد يشعر بالخوف من أن يضربه أحد ما برصاصة أو يصيح فيه (مسلم، مسلم، عربي، عربي) عندما يستقل القطار أو يمشي بالشارع أو يدخل وسط زحام من الناس فكيف بأولئك المسلمين الذين لا يتمتعون بالميزات التي أتمتع بها؟".

سقف التعصب
وأشار الكاتب إلى أنه وعلى الرغم من الانتقادات التي توجه ضد خطاب الكراهية الجمهوري للمسلمين فإن هذا الخطاب قد رفع سقف "التعصب المقبول ضد المسلمين" في الحياة العامة بأميركا إلى مستوى جديد.

وقال إن والده الذي توفي قبل عام أسس أول مسجد بمدينة أوكلاهوما، وكان يتطلع إلى أن يكون جزءا من الولايات المتحدة يمثل ذلك المسجد فيها ما تمثله أي كنيسة أو معبد. وأضاف أنه يشعر بالألم عندما يتخيل خيبة الأمل التي كانت ستنتاب والده بعد هجمات باريس الشهر الماضي وارتفاع مستوى كراهية المسلمين في أميركا -وأوكلاهوما خاصة- أكثر مما كان في الثمانينيات.

وأوضح أنه ليس من العدل أن يطالب المسلمون وحدهم بإيجاد حلول لهذا الوضع وألا يطالب غيرهم، وحذر من أن العنف بكل أشكاله سيتصاعد ضد المسلمين إذا لم يتضامن جميع المواطنين في أميركا ويرفضون تخويف الناس بسبب دينهم.

المصدر : واشنطن بوست