تنظيم الدولة يتمدد والقصف يذهب سدى

In this image provided by the U.S. Air Force, an F-16 Fighting Falcon takes off from Incirlik Air Base, Turkey, as the U.S. on Wednesday, Aug. 12, 2015, launched its first airstrikes by Turkey-based F-16 fighter jets against Islamic State targets in Syria, marking a limited escalation of a yearlong air campaign that critics have called excessively cautious. (Krystal Ardrey/U.S. Air Force via AP))
مقاتلة أميركية تنطلق من قاعدة إنجرليك التركية لضرب مواقع تنظيم الدولة في سوريا (أسوشيتد برس)
يتزايد الجدل في الأوساط الأميركية بشأن جدوى الجهود الدولية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وترى صحف أميركية أن قصف التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة يذهب سدى، وسط خلافات بين مسؤولين أميركيين بشأنه، وأشارت إلى تدفق المقاتلين الروس للانضمام إليه.

فقد نشرت مجلة ذي ناشونال إنترست مقالا للكاتب دانييل ديفيس تحدث فيه عن التكلفة الباهظة التي تذهب سدى للقصف الذي ينفذه طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد مواقع تابعة لتنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا منذ أكثر من عام.

وأشار الكاتب إلى تقارير استخبارية تحدثت عن أن الولايات المتحدة أطلقت نحو عشرين ألف صاروخ ضمن الحملة الجوية الدولية على تنظيم الدولة العام الماضي، ولكن التحالف الدولي فشل في إلحاق الهزيمة بالتنظيم الذي ظهر بشكل أقوى وصار يمثل تهديدا أكثر خطورة.

وأضاف أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة يمر في مأزق إستراتيجي، وأن التنظيم يحافظ على مصادر مالية جيدة وكفيلة بتمكينه من تجديد مقاتليه وتجنيده المزيد من الجهاديين الأجانب بشكل أسرع من أن تتمكن الولايات المتحدة من القضاء عليهم.

تمدد تنظيم الدولة
وأشار إلى أن تنظيم الدولة يتمدد إلى دول ومناطق أخرى مثل ليبيا وشبه جزيرة سيناء المصرية وأفغانستان، وقال إن إهدار الولايات المتحدة المليارات على إستراتيجية فاشلة يعد أمرا مروعا، وأضاف أن هناك آثارا ونتائج أخرى تتمثل في تعريض الأمن القومي الأميركي للتهديد.

وفي السياق ذاته، أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن هناك تناقضات حادة جدا بين وزير الدفاع الأميركية آشتون كارتر ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين أثناء جلسة استماع أمام اللجنة.

وأوضحت أن المسؤوليْن الأميركييْن اختلفا بشأن العديد من القضايا الساخنة مثل إستراتيجية الحرب على تنظيم الدولة وإنشاء منطقة حظر طيران في شمال سوريا، وغير ذلك من القضايا في هذا المجال.

كما نسبت إلى كارتر تصريحه البارحة في جلسة استماع أمام اللجنة أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال المزيد من المستشارين العسكريين والمروحيات القتالية إلى العراق، وذلك لدعم الجهود الرامية لمواجهة تنظيم الدولة.

وأضافت أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دنفورد سبق أن صرح قبل أيام بأنه لم يتم احتواء تنظيم الدولة بعد، وأشارت إلى أن تصريحات كل من كارتر ودنفورد مجتمعة تشكل تناقضا مع تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أشار فيها إلى أنه تم احتواء التنظيم بعد حملة كلفت نحو 5.2 مليارات دولار على مدار أكثر من 16 شهرا.

من جانبها، أشارت مجلة ذي ديلي بيست إلى أن مقاتلين من روسيا ومن آسيا الوسطى يتدفقون للانضمام إلى تنظيم الدولة بمعدل أربعة أضعاف تدفقهم في العام الماضي، وأضاف أن عدد المقاتلين الأجانب الذين يذهبون إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم الدولة آخذ في الارتفاع، وأن بعض المحللين يقدرون هذه الزيادة بنسبة 300%.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية