صحف بريطانيا تناقش إستراتيجية كاميرون ضد تنظيم الدولة
وألمحت الصحيفة إلى إمكانية تحقيق أغلبية في البرلمان بين خمسين ومئة صوت تسمح لكاميرون بالمضي قدما، لكنها لن تمثل الإجماع الذي كان يأمله إذا ما قورنت بأغلبية الأربعمئة صوت التي أيدت العمل الأولي للمقاتلات البريطانية ضد التنظيم في العراق العام الماضي.
وختمت الصحيفة بأن كوربن واليسار ليسوا فقط الذين لديهم شكوك حول سير العمليات التي يضعها كاميرون، فهناك أيضا أقلية من المحافظين لا تزال غير مقتنعة، وقلقهم الرئيسي هو ليس ما إذا كان التنظيم كيانا شريرا يشكل تهديدا لأمن بريطانيا، ولكنهم قلقون مما سيحدث عندما يُهزَم "الإسلاميون" وتُحَل "خلافتهم"؟ ومن سيحل محل التنظيم؟ وما الدور الذي سيلعبه بشار الأسد؟
وفي السياق، كتب دان هودجز في مقاله بالصحيفة نفسها أن الضغوط على كوربن من قبل المعتدلين في حزبه قد تؤتي ثمارها وتتحدى في النهاية معارضته لشن غارات ضد التنظيم.
ويرى الكاتب أن هذه المواجهة بين كوربن والمعتدلين في حزبه تمثل أول اختبار مهم للقوة بين وزرائه في حكومة الظل وبينه شخصيا، وأنه خسرها بطريقة مهينة، وأنه بدلا من أن يوقف الهرولة إلى الحرب مهّد لها الطريق وأصبح بإمكان كاميرون تأمين أغلبية للتدخل في سوريا.
ومن جانبها، أكدت افتتاحية غارديان على ضرورة رفض نواب البرلمان البريطاني الغارات الجوية ضد التنظيم في سوريا، ما لم تكن هناك إستراتيجية واضحة.
وأشارت الصحيفة إلى وجود طريقة صحيحة لمعالجة هذه القضية الخطيرة وطريقة خطأ، وأن الطريقة الخطأ هي النظر إليها من خلال عدسة النقاشات الحادة بشأن مستقبل حزب العمال وخاصة زعيمه. وأضافت أن تهديد التنظيم أخطر بكثير من أن يُستخدم فقط لتقويض أو دعم موقف كوربن في ظل دراما قرار أمس الاثنين للسماح بتصويت حر في البرلمان.
وترى الصحيفة عدم وجود رؤية واضحة للدور الذي تتخيله بريطانيا أو حلفاؤها للأسد، وأنه من دون ذلك قد يستنتج السنة في سوريا أن العالم الخارجي عقد "اتفاق الشيطان" مع الدكتاتور الذي كان له نصيب الأسد في ذبح شبعه، وقالت إن الغضب الذي سيجلبه هذا الحكم سيزيد فقط من ترسيخ قدم التنظيم. وحتى إن تمت الإطاحة بالتنظيم فمن الذي سيحل محله؟