يصعب على الغرب أن يهزم تنظيم الدولة

FILE - This undated file image posted on a militant website on Tuesday, Jan. 14, 2014 shows fighters from the al-Qaida linked Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL) marching in Raqqa, Syria. The ISIL led by Abu Bakr al-Baghdadi, who is believed to have been operating from inside Syria in recent months, is the main driver of destabilizing violence in Iraq and until recently was the main al-Qaida affiliate there. Al-Qaida’s general command formally disavowed the group this week, saying it "is not responsible for its actions." (AP Photo/militant website, File)
مقاتلون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في مدينة الرقة بسوريا مطلع العام الماضي (أسوشيتد برس)

تناولت صحف بريطانية الجهود الدولية لمواجهة تنظيم الدولة وخاصة بعد هجمات باريس، وأشار بعضها إلى أن قصف الغرب ضد تنظيم الدولة يشجعه على جذب المزيد من المقاتلين الأجانب، خاصة بعد سقوط ضحايا مدنيين، وأنه يصعب الانتصار عليه.

فقد نشرت صحيفة ذي غارديان مقالا للكاتب يورغن توديهوفر، قال فيه إن قصف التحالف الدولي الذي يستهدف تنظيم الدولة يسفر عن سقوط عديد من المدنيين، ويؤدي لتعاطف المقاتلين معه وإسراعهم للانضمام إلى صفوفه.

وأضاف الكاتب -وهو سياسي وإعلامي ألماني قضى فترة من الزمن عام 2014 في أوساط مقاتلي تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق، وذلك بعد أن حصل على ثقة زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي– أن مقاتلي تنظيم الدولة يحلمون بمواجهة كبرى مع الولايات المتحدة وأوروبا على الأرض.

وقال الكاتب إن تنظيم الدولة الإسلامية نصب بهجمات باريس فخا لسياسيي الغرب، وإنهم يتصرفون كما فعلوا بعد هجمات سبتمبر، وأضاف أن السياسيين الغربيين يردون على الهجمات بقصف تنظيم الدولة بالقنابل، ولكن هذا القصف هو السبب وراء المزيد من الهجمات على الغرب.

وأضاف أنه سبق أن قابل العديد من مقاتلي تنظيم الدولة الذين أخبروه أن حرب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على "الإرهاب" تسببت في تجنيد الجماعات المعنية للمزيد من المقاتلين من أنحاء العالم.

غزو العراق
وأوضح أن عدد المقاتلين الذين كانوا يشكلون تهديدا للغرب عام 2001 لم يكن يتجاوز مئتي مقاتل ينتشرون في جبال هندوكوش في أفغانستان، ولكن عدد هؤلاء المقاتلين الآن وصل إلى أكثر من مئة ألف مقاتل، وخاصة بعد غزو العراق الذي أسفر عن مقتل نحو مليون عراقي.

وأضاف أن "تنظيم الدولة نشأ بعد غزو بوش للعراق بحوالي ستة أشهر، وعجبا لتلعثم السياسيين وعدم تعلمهم الدرس" بعد 14 عاما، وقال "كيف لا يزال السياسيون يعتقدون أن أفضل طريقة للتخلص من الدبابير هي بضرب أعشاشها بمطرقة ثقيلة؟ فحرب الغرب على تنظيم الدولية سترتد على الغرب على شكل هجمات إرهابية جديدة".

وأضاف أنه ينبغي لقادة الغرب -ومن بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند– أن يعلموا أن مقاتلي تنظيم الدولة لا يظهرون أمام الناس في طوابير استعراضية أو يسيرون في قافلات إلا لأغراض الدعاية، وأنهم بعيدا عن الكاميرا ينتشرون بشكل متباعد، ولا يسيرون جماعات أو يشكلون أهدافا.

وأوضح أن مدينة الموصل في العراق يقطنها نحو 1.5 مليون من السكان، وينتشر فيها نحو 15 ألفا من مقاتلي تنظيم الدولة، وقال إنه للقضاء على مقاتلي تنظيم الدولة بالموصل في العراق، فيجب على الغرب أن يقلب المدينة عاليها سافلها.

قصف وهجمات
كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب غايلز فريزر، قال فيه إن الحرب العالمية الثانية لم تستغرق سوى ست سنوات، ولكن الحرب على "الإرهاب" ماضية في عامها الخامس عشر حتى الآن دون جدوى. وأضاف أن القصف على تنظيم الدولة لا يجلب سوى مزيد من الهجمات ضد الغرب ومزيد من المقاتلين الأجانب لصالح التنظيم.

ودعا الكاتب الغرب إلى بذل الجهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط بدلا من الاستمرار في قصفه بالقنابل، وقال إن الأميركيين تكبدوا خسائر بشرية بعد غزو العراق والإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أكثر مما خسروا من أرواح قبل الغزو.

وأضاف أنه يصعب على الغرب الانتصار على تنظيم الدولة، وأن مزيدا من القصف يعني مزيدا من اللاجئين من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وتساءل "هل يجب على الغرب قصف بروكسل برمتها من أجل التخلص من خلية زرعها تنظيم الدولة في مكان ما في المدينة؟".

وعلى صعيد متصل، أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف في افتتاحيتها إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون حزم أمره على الالتحاق بالتحالف الدولي من أجل القصف في سوريا، وذلك في محاولة من جانب الغرب لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة.

كما أشارت صحيفة تايمز إلى أن تنظيم الدولة شق أنفاقا أسفل مدينة سنجار في العراق للتخفي بعيدا عن مخاطر القصف الجوي الذي يقوم به التحالف الدولي.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية