الصحف البريطانية: هجوم على طريقة حياتنا
تناولت بعض مقالات الرأي في أبرز الصحف البريطانية الصادرة اليوم الثلاثاء هجمات باريس التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها، من زاوية استفزاز الغرب للتخلي عن طريقة حياته ومبادئه.
فقد انتقد الكاتب فيليب جونستون ما وصفه بقصر ذاكرة بريطانيا بعد الصيحة التي أطلقت بأنه "إذا لم نتحرك بحزم وقوة بعد باريس فسيحدث هنا ما حدث فيها"، وأشار في ذلك إلى الهجوم الذي وقع بالفعل في لندن في يوليو/تموز 2005 بأنه مشابه لباريس، لكن مع الفارق في الحجم فقط.
وأضاف الكاتب في صحيفة ديلي تلغراف أن ما حدث في باريس مساء الجمعة الماضية كان أحدث التجليات الدموية "للجهادية العنيفة" التي تعاني منها أوروبا منذ عقود، وأنها ليست حرب فرنسا وحدها. واعتبر القصف الفرنسي لمدينة الرقة السورية أمرا مفهوما، لكنه في نهاية المطاف استجابة لا فائدة منها للفظاعة التي وقعت في باريس.
وأشار جونستون إلى أهمية حملات مكافحة الإرهاب وجودة العمل الاستخباراتي الذي أحبط العديد من المؤامرات على مدى السنوات الـ15 الماضية، لكنه أكد على ضرورة عدم التخلي عن الحريات التي يعتز بها الغرب والتي تفرق بينه وبين من وصفهم بأصحاب العقول المتحجرة من العصور الوسطى والمتمثلة في أتباع تنظيم الدولة.
وختم بأن الاستجابة المترددة لمثل هذه الأحداث هي في نهاية المطاف هزيمة ذاتية، وأن ما يتعرض للهجوم هو "طريقة حياتنا، ولهذا لا ينبغي أن نجعل العدو يستمتع بتخلينا عنها".
وفي هذا السياق كتب ديفد شارياتماداري في صحيفة ذي غارديان أن هجمات باريس تُصور على أنها هجوم على قيم الغرب، لكن واقع الأمر أن هذه الآمال والفلسفات التي نعتز بها عالمية.
واعتبر الكاتب استهداف التنظيم لأحد عواصم أوروبا الكبيرة هجوما على القيم الأوروبية وطريقة الحياة والتصرفات التي يختارها مواطنوها، منتقدا الحياة المغلقة التي يعيشها التنظيم بأنه يكره الحضارة التي يعتبرها الغرب قيمة عالمية مشتركة.
وفي زاوية أخرى بالصحيفة ذاتها، أشار مقال إلى أن هدف تنظيم الدولة تدمير المجتمعات الغربية القائمة على التعددية والتنوع وحكم القانون، وأنه لا يمكن السماح له بالنجاح في ذلك.
وترى كاتبة المقال ناتالي نوغيريد أن التنظيم خلق مشهد الحرب في باريس لأنه يريد شيئين: كسر المجتمع الغربي من خلال جعل التعايش بين مجتمعاته مستحيلا، كما يريد جذب الثأر الفرنسي في شكل انخراط عسكري أعمق في سوريا (في تحالف أمر واقع مع نظام الأسد) أو في شكل سياسة أمنية تغذي الاستياء بين سكانها المسلمين.