صحف فرنسا.. يوم بعد الكارثة

People place flowers and light candles in tribute for the victims of the 13 November Paris attacks near the Bataclan concert venue in Paris, France, 14 November 2015. At least 129 people were killed in a series of attacks in Paris on 13 November, according to French officials.
مشاعر تضامن أمام مسرح باتاكلان الذي سقط به العدد الأكبر من القتلى بهجمات باريس (الأوروبية)

بدت الصحف الفرنسية الصادرة صباح اليوم الأحد في موقف موحد من الدعوة لرد حازم على الهجمات التي استهدفت باريس يوم الجمعة، وبرزت بين الافتتاحيات دعوات لتوخي الحذر من ربط الهجمات بقضية اللاجئين أو التأثير على الوحدة الفرنسية بداعي محاربة "الإرهاب".

لوموند قالت إن "فرنسا في حرب ضد إرهاب شمولي، أعمى، قاتل على نحو رهيب". وتساءلت في الافتتاحية التي كتبها مديرها جيروم فينوغليو عن قدرة ضبط الوضع الأمني في البلاد وفاعلية خطط مواجهة "الإرهاب" المتبعة حتى الآن.

وحذرت الصحيفة، في مقال آخر، من ربط هجمات باريس بأزمة اللاجئين، ولفتت لتصريحات مسؤولين وسياسيين في بولونيا وألمانيا والمجر والتشيك واليونان، أكدوا فيها ضرورة إعادة النظر في التعامل مع قضية اللاجئين ووضع حد لفتح الحدود أمامهم.

وطرحت في موضع آخر تساؤلا عن سر استهداف "الجهاديين" لفرنسا تحديدا، وقدمت عددا من العوامل لتفسير هذا الانجذاب ومن بينها مشاركة فرنسا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، واستغلال المسلحين لسياسة فرنسا العلمانية، والوضع الاجتماعي للمهمشين بالضواحي لخلق مبررات انتقامية وشن الهجمات.

من جانبها، تساءلت صحيفة ليبيراسيون عن فشل أجهزة الأمن في رصد تحركات بعض "الجهاديين" الذين ثبت تورطهم في هجمات سابقة، ودورهم في هجمات باريس الأخيرة.

وقالت إن هجمات باريس تفضي إلى "خلاصة تفرض نفسها بواقعيتها المريرة: على الفرنسيين من الآن فصاعدا العيش مع الإرهاب".

استثمار يميني
ورصدت الصحيفة اليسارية ما وصفته استثمارا من اليمين واليمين المتطرف للأحداث الحالية، ونقلت تصريحات لسياسيين متطرفين بينها تصريح لنادين مورانو من حزب الجمهوريين والتي اختارت الخلط بين المهاجرين المسلمين و"الإرهابيين" ودعت لوقف تدفق المهاجرين الذين اعتبرتهم "جيشا من الشباب" بينما دعا أمين عام حزب الجمهوريين لوران واكيز إلى حشد أربعة آلاف شخص مشتبه فيه بـ"الإرهاب" في مراكز خاصة.

وفي افتتاحية لوفيغارو، أكد مدير التحرير أليكسيس بريزي أن حرب فرنسا على "الإرهاب" بدأت لتوها، وتساءل إن كانت الإجراءات المتخذة لمواجهة الظاهرة كافية، واستغرب عدم اعتقال المحرضين الذين يواصلون حث الشباب على استهداف الديمقراطية الفرنسية والمسيحيين واليهود، كما انتقد موقف فرنسا التي تحارب تنظيم الدولة وترفض مساندة روسيا في ذلك بسبب موقف موسكو من الرئيس السوري بشار الأسد.

وكتب بريزي "ضد الوحشية ليس هناك إلا مبدأ واحد: إنه القوة، وضد الهمجية ليس هناك إلا قانون واحد: إنه الفعالية".

وكان القاسم المشترك بين كل الصحف الدعوة إلى الوحدة الوطنية، وهو ما لخصته "لو جورنال دو ديمانش" على صدر صفحتها الأولى بعنوان "الجمهورية في مواجهة الهمجية".

المصدر : الصحافة الفرنسية