وعورة محادثات السلام السورية بفيينا

Rebel fighters walk on the rubble of destroyed buildings at a former research centre being used as a military barracks after they captured the complex, on July 4, 2015, on the western outskirts of the Syrian city of Aleppo. Two coalitions of Syrian rebels battled to advance in government-held western Aleppo, seizing the army barracks in one district but being pushed back in others. AFP PHOTO / ALEPPO MEDIA CENTRE / ZEIN AL-RIFAI
أنقاض أحد المواقع التابعة لمقاتلي المعارضة في ريف حلب (أسوشيتد برس)

تناولت صحف أميركية وبريطانية محادثات السلام السورية، وأشار بعضها إلى اللقاء الثاني المتوقع انعقاده في فيينا غدا لعدد من القوى الكبرى والدول المعنية بالأزمة، وتحدث عن مدى وعورة هذه المحادثات، وخاصة في ظل الغموض الذي يلف هوية المعارضة ومستقبل الرئيس بشار الأسد.

فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا تحليليا للكاتب ديفد إغنيشاس وصف فيه المحادثات السورية بأنها تشبه عملية السير على الحبال، وقال إن روسيا ترغب في تسوية للأزمة السورية المتفاقمة بنفس الدرجة التي ترغبها الولايات المتحدة.

وأوضح الكاتب أن التسوية في سوريا تخدم مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخاصة في ظل تداعياتها السلبية على بلاده التي تعاني شحا في الموارد. وأشار الكاتب إلى الاجتماع الأول للمحادثات السورية في فيينا الذي انعقد آخر الشهر الماضي، وقال إنه لم يضم أيا من الأطراف السورية المعنية.

وأضاف الكاتب أن محادثات السلام السورية تتصف بالحساسية المطلقة، وقال إن هناك ثلاثة أفرقة تعمل في وقت واحد، أولها فريق معني بتحديد هوية الجماعات الإرهابية في سوريا، وذلك من وجهة نظر كل من أميركا وروسيا والسعودية وإيران وتركيا وأوروبا.

لائحة سوداء
وأشار إلى أن جماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة قد تندرج على اللائحة السوداء، وتساءل إذا ما كان المؤتمرون سيدرجون حركة أحرار الشام أيضا -التي تلقى دعما سعوديا وقطريا- على ذات لائحة المتطرفين. وأضاف الكاتب أن الولايات المتحدة وبريطانيا تميلان لاعتبار أحرار الشام جزءا من الحل.

وأشار إغنيشاس إلى أن فريقا ثانيا من المؤتمرين يسعى لتحديد هوية من سيمثل المعارضة في المحادثات السورية، وأوضح أن الأطراف قد تتوافق على الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، معاذ الخطيب.

يشار إلى أن الخطيب أسس تيارا جديدا للمعارضة باسم "مجموعة سوريا الوطن". وإلى أنه حدد منطلقاته تجاه أي مبادرات أو مؤتمرات تدعو لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وأولها رحيل الرئيس بشار الأسد.

وأشار الكاتب إلى أن الفريق الثالث مكلف بأكثر القضايا حساسية، وهي المتمثلة في كيفية تنظيم المساعدات الإنسانية في حال تقدم المحادثات.

وفي تحليل منفصل مطوّل بالصحيفة للكاتبة كارين ديونغ أشارت الكاتبة إلى أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة لمواجهة خيارات صعبة في سوريا، وأوضحت أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري سيعطي محادثات غد في فيينا زخما كبيرا من أجل عملية السلام.

اعتراف
وأضافت أن حلفاء الولايات المتحدة سيضغطون على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتوسيع لائحة قوى المعارضة المقبولة لدى أميركا، وبالتالي لاعتراف واشنطن بجماعات سبق أن تجنبتها أو اعتبرتها متطرفة.

من جانبها أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن وسائل الإعلام الإقليمية تتطلع إلى لقاء فيينا غدا الذي يحاول فيه المؤتمرون إيجاد حل للأزمة السورية وإلى إيقاف الحرب التي تعصف بالبلاد منذ نحو خمس سنوات.

وأضافت الصحيفة أن كثيرا من المحللين في الصحف الإقليمية يخشون فشل هذه المحادثات التي تجري بينما الحرب تزداد استعارا في سوريا، وأشارت إلى أن قوى عالمية تلتقي غدا وتناقش الأزمة السورية دون أن تأخذ رأي الشعب السوري في الاعتبار.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية في افتتاحيتها إن التسوية السياسية تبقى الخيار الأفضل بدلا من نشر قوات أرضية في سوريا.

من جانبها أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى الخطة الروسية المقترحة لحل الأزمة في سوريا، والتي تنص على تنظيم انتخابات في البلاد يشارك فيها الأسد، وقالت إن المعارضة السورية رفضت هذه الخطة برمتها.

فصائل متطرفة
وعلى صعيد متصل، أشارت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى أن اجتماع فيينا غدا يواجه مشكلة تتمثل في كيفية تحديد الفصائل المتطرفة في سوريا، وهي التي ينبغي للمؤتمرين تجنب التعامل معها بشأن أي حل دبلوماسي في البلاد.

وفي سياق الأزمة، أشارت صحيفة ذي ديلي ميل البريطانية إلى أن الرئيس بوتين نشر في قاعدة اللاذقية منظومة دفاعية مضادة للطيران تتمثل في صواريخ من طراز ""إس 400" والمعروفة لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالاسم "إس أي-21 غراولار".

وأضافت أن هذه الصواريخ يمكنها تدمير أهداف جوية على ارتفاعات شاهقة تصل إلى تسعين ألف قدم، وعلى بعد يصل إلى تل أبيب في إسرائيل.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية