دروس قاسية من أفغانستان وسوريا والعراق
الأزمات التي تلقي بظلالها على الولايات المتحدة كثيرة، خاصة في ظل إستراتيجية الرئيس باراك أوباما في ما يتعلق بالأزمات في كل من أفغانستان وسوريا والعراق، حيث تتفاقم تطورات هذه الأزمات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية منذ سنوات، وسط صعود تنظيم الدولة الإسلامية واستعادة حركة طالبان زخمها.
في هذا الإطار، نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالا للكاتبة روزا بروكس تحدثت فيه عن الدروس القاسية المستفادة من أفغانستان ممثلة في الأحداث التي شهدتها مدينة قندوز الأفغانية قبل أيام، وكذلك الأزمة السورية في أعقاب فشل إستراتيجية أوباما، وصولا للتدخل العسكري الروسي في سوريا بشكل مباشر.
وأشارت الكاتبة إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في سبيل تدريب وتسليح الجيوش والمقاتلين التابعين لحلفائها، وتساءلت عن سر فشل هذه الجهود في أغلب الأحيان.
وأوضحت أن حركة طالبان تمكنت من إعادة السيطرة على مدينة قندوز الأفغانية الإستراتيجية أواخر الشهر الماضي بالرغم من السنوات الطوال التي قضاها الأميركيون في تدريب القوات الأفغانية.
تقهقر الجيوش
وأضافت أن برنامج التدريب الأميركي المتعلق بإعداد وتسليح مقاتلين تابعين للمعارضة السورية المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد سرعان ما توقف وفشل، وذلك بالرغم من كل الجهود والنفقات المالية التي تكلفتها الولايات المتحدة في هذا المجال.
وأشارت الكاتبة إلى أن الأوضاع في أفغانستان وسوريا لا تختلف عن تلك التي في العراق، وأوضحت أن الجيش العراقي سرعان ما انهار في مايو/أيار الماضي وانسحب من مدينة الرمادي (غربي بغداد) أمام هجمات تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت أن الجيش العراقي تقهقر وتراجع منهزما أمام هجمات تنظيم الدولة منتصف العام الماضي، حيث سيطر تنظيم الدولة على مدينة الموصل العراقية ومساحات شاسعة أخرى في العراق وسوريا.
وختمت الكاتبة بأن الولايات المتحدة أنفقت المليارات على تدريب وتسليح وتجهيز هذه القوات مجتمعة في أفغانستان وسوريا والعراق، ولكن النتائج تمثلت في فرارها إلى المخابئ في أول مواجهة مع الجهات المعادية.