لاجئو سوريا.. بحاجة للتعليم ودثار للشتاء

Migrants and refugees walk in the rain and cold towards the transit camp for refugees, just after crossing the border from Greece near the southern Macedonian town of Gevgelija, on Thursday, Oct. 22, 2015, as migrants make their way across Europe by the tens of thousands, fleeing war or seeking a better life. A U.N. refugee agency field officer says a large number of families with small children have been among the thousands of migrants and it is a tendency seen over the last couple of weeks. (AP Photo/Boris Grdanoski)
لاجئون فارون من ويلات الحروب في سوريا والمنطقة يعبرون حدود اليونان في طريقهم إلى أوروبا (أسوشيتد برس)

تناولت صحف أميركية وبريطانية أحوال اللاجئين الفارين لأوروبا من مناطق الحروب بالشرق الأوسط، وأشار بعضها لمعاناتهم جراء الشتاء البارد وعدم جاهزية أوروبا للتعامل معهم في هذه الظروف، وتحدثت أخرى عن ضرورات يحتاجونها كالتعليم.

فقد قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن فصل الشتاء مقبل على اللاجئين السوريين الذين يحاولون عبور أوروبا طلبا للأمان، وإن أوروبا غير مستعدة للتعامل مع هذه الظروف الجوية الباردة في ما يتعلق بإيواء اللاجئين الذين تتقطع بهم السبل على أطراف القارة الباردة.

وفي مقابلة أجرتها فورين بوليسي مع المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس في واشنطن الثلاثاء الماضي، صرح المسؤول الأممي: اللاجئون السوريون صاروا يواجهون عدوا آخر يتمثل في فصل الشتاء القاسي في أنحاء أوروبا والمناطق الأخرى.

وأضاف غوتيريس أن المفوضية ستقدم مبلغ 81 مليون دولار إلى الاتحاد الأوروبي في إطار خطتها لتهيئة ظروف أفضل لآلاف اللاجئين الذي يحاولون عبور الحدود الأوروبية كل يوم، وذلك في ظل الحاجة الماسة إلى تنسيق أفضل للجهود الإنسانية في هذا المجال، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير.

مخاطر البحر
وأشارت فورين بوليس إلى أن أكثر من 700 ألف لاجئي وصلوا إلى أوروبا عن طريق قوارب صغيرة وسط مخاطر البحر العام الجاري، وأن حوالي ثلاثة آلاف لاجئ لقوا حتفهم خلال الرحلات الخطرة إلى أوروبا العام الجاري.

من جانبها، نشرت مجلة نيوزويك الأميركية مقالا للكاتبة جودي ديمبسي، قالت فيه إن بعض الدول الأوروبية تقيم جدرانا مادية وأخرى نفسية في وجه اللاجئين الفارين من ويلات الحرب في سوريا والشرق الأوسط إلى أوروبا.

وأوضحت أن المجر ودول أوروبية اتخذت من إقامة سياجات على حدودها سبيلا من أجل وقف تدفق اللاجئين، واستدركت بالقول إن أوروبا تكون على خطأ إذا اعتقدت أن إقامة الجدران الحدودية ستخلصها من أزمة اللاجئين.

وأضافت أنه سيكون للسياجات الحدودية بين الدول الأوروبية تداعيات سلبية تتمثل في كونها تشكل حواجز بين أعضاء الاتحاد الأوروبي أنفسهم، وأشارت إلى أن اللاجئين يشكلون لأوروبا في المقابل تحديات اجتماعية وثقافية لم تشهد مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية.

دعم التعليم
وبشأن ضرورة أخرى يحتاجها اللاجئون، نشرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية مقالا للكاتب فيكاس بوتا -الرئيس التنفيذي لمؤسسة فاركي التعليمية- أشار فيه إلى مشكلة أخرى يعانيها اللاجئون السوريون وتتمثل في التعليم، وأشار إلى أن الحرب تتسبب بتشريد ملايين السوريين، وأن أعدادا كبيرة من الأطفال السوريين لا يجدون فرصا لمواصلة تعليمهم.

وقال الكاتب إن اللاجئين السوريين في بعض دول الجوار يواجهون صعوبات في ما يتعلق بتعليم أطفالهم، وأن الفصول المدرسية في مخيم الزعتري شمال الأردن تضم من 80 إلى 100 طالب في الفصل الواحد.

ودعا الكاتب المانحين الدوليين إلى مد يد العون إلى الأردن في هذه الناحية، وذلك من أجل العمل على تحسين الظروف التعليمية للاجئين السوريين، وإلى توظيف المزيد من المدرسين وتأهيلهم وإخضاعهم إلى مزيد من الدورات التدريبة، وبالتالي التخلص من ظروف الفصول الدراسية المكتظة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية