صحف: بوتين يحلم بعودة روسيا السوفياتية

Russian President, Vladimir Putin, attend talks at the Akorda Presidential Palace in Astana, Kazakhstan, 15 October 2015. The Russian President Vladimir Putin is on a state visit to Kazakhstan where according to reports the two President's will discuss ongoing cooperation on oil. EPA/ALEXEY NIKOLSKY / RIA NOVOSTI / MANDATORY CREDIT
بوتين خلال زيارة رسمية لكزاخستان يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري (الأوروبية)
نشرت صحيفتا واشنطن بوست وواشنطن تايمز الأميركيتان مقالين عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصفاه بأنه يحلم بإعادة "أمجاد روسيا السوفياتية عندما كانت تخيف العالم". ودعت واشنطن تايمز إلى تغيير جذري في سياسات الولايات المتحدة الخارجية والداخلية.

وقالت واشنطن بوست -في مقال كتبه ديفد إغناشيوس- إن بوتين تأثر كثيرا برئيس الوزراء ورئيس المخابرات الروسية الأسبق الراحل يفغيني بريماكوف، ويتضح ذلك جليا بخطبته في تأبين بريماكوف قبل أربعة أشهر.

وأضافت أن بريماكوف يرمز، لدى بوتين، لفكرة أن قوة روسيا لم تمت بنهاية الفترة السوفياتية كما يرمز لفكرة ألا تصبح موسكو الشريك الثانوي لواشنطن، بالإضافة إلى أنه كان يحلم بتعزيز نفوذ روسيا في الشرق الأوسط والعالم، وأن بوتين يقوم الآن بتنفيذ ذلك على الأرض.

ووصف الكاتب ذلك بالتغيير الجذري المحفوف بالمخاطر لروسيا والولايات المتحدة كليهما، والذي من شأنه أن يغيّر ميزان القوى في المنطقة وما بعدها.

وذكر إغناشيوس أن إرسال بوتين المقاتلات الروسية إلى سوريا يُعتبر واحدة من أجرأ التحركات الروسية منذ عام 1945.

واشنطن تايمز:
بوتين مقتنع بأن الهواة وخفيفي الوزن هم من يقودون الغرب حاليا وأن الناتو قوقعة فارغة مما كان عليه الحلف بالسابق

وقال أيضا إن تدخل روسيا في سوريا ظل يتحرك ببطء لأشهر، لكن المحللين الأميركيين لم ينتبهوا لبعده ونتائجه العسكرية، إذ رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري بالمزيد من التدخل الدبلوماسي الروسي بالمنطقة عقب الدور المساعد، بشكل عام، لموسكو في المحادثات النووية مع إيران، ولم يتوقعا أن تسعى روسيا لتعزيز دور الأسد في ميدان الحرب.

وقال الكاتب إن بوتين كان واضحا بخطابه في الأمم المتحدة يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي عندما تحدث عن فوضى متوقعة بمنطقة الشرق الأوسط، إذا لم تتم مساندة سوريا وجيشها لمواجهة ما أسماه "الإرهاب".

ويرى كذلك أن مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بالنسبة لواشنطن "خيار" أما بوتين فيرى أنها حرب وجود نظرا لوجود المسلمين في روسيا وتزايد تعدادهم السكاني.

أما واشنطن تايمز، فقد نشرت مقالا لدانييل غالينغتون يدعو فيه لتغييرات جذرية بالبرامج الأميركية الخاصة بالأمن القومي والسياسات والممارسات "ذلك لأننا اعتدنا على عادات سيئة جدا خلال الـ 75 عاما الماضية تتمثل في أننا لا نتحرك إلا بعد أن نُهاجم بفعل حرب أو عمليات إرهابية أو كوارث طبيعية".

وقال غالينغتون إن المجتمع الأميركي مفتوح والحدود سهلة الاختراق وتغري بالهجوم "ضدنا" وبوتين "سفاح المخابرات السوفياتية السابق يعرف ذلك عنا، وهو يرغب في إعادة روسيا إلى عهد تخويفها العالم، كما أنه مقتنع بأن الهواة وخفيفي الوزن هم من يقودون الغرب حاليا وأن الناتو قوقعة فارغة مما كان عليه الحلف في السابق".

ودعا إلى تعزيز الأمن الرقمي بمواجهة "الاستغلال الصيني والروسي وتنظيم الدولة الإسلامية" وتعزيز القوى الإستراتيجية العسكرية الدفاعية والهجومية، وإلى وضع سياسات جديدة "تستهدف الأمن الشخصي" لكبار القادة السياسيين وكذلك المسؤولين عن "إدارة إرهاب الدولة" بإيران وسوريا.

واختتم الكاتب بالقول إنه لا مفر للأميركيين من القيام بذلك، خاصة وأن بوتين سيكون موجودا على الأقل طوال العقد القادم.  

المصدر : الصحافة الأميركية