كيف يغير اتفاق النووي الشرق الأوسط؟

(L-R) Chinese Foreign Minister Wang Yi, French Foreign Minister Fabius Laurent, German Foreign Minister Frank-Walter Steinmeier, High Representative of the European Union for Foreign Affairs and Security Policy Federica Mogherini, Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif, Russian Foreign Minister Sergei Lavrov, British Foreign Secretary Philip Hammond and US Secreatary of State John Kerry during a press conference in the course of the talks between the E3+3 (France, Germany, UK, China, Russia, US) and Iran in Vienna, Austria, 14 July 2015. Foreign ministers from six world powers and Iran finally achieved an agreement to prevent the Islamic republic from developing nuclear weapons, Western diplomats said in Vienna on 14 July 2015.
الإعلان عن الاتفاق النووي في فيينا منتصف يوليو/تموز الماضي بين إيران والقوى الكبرى جاء تتويجا لمفاوضات استمرت نحو عامين (الأوروبية)

يثير اتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى جدلا واسعا في الأوساط الدولية والإقليمية، وذلك منذ الإعلان عنه في فيينا منتصف يوليو/تموز الماضي، وبعد دخوله حيز التنفيذ، وسط تساؤلات بشأن تداعياته على مستوى الشرق الأوسط خاصة.

هذه هي الأبعاد التي تناولت فيها صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأميركية اتفاق النووي الإيراني، وتساءلت عن التغيرات التي يمكن أن يحدثها الاتفاق في المنطقة، خاصة بعد رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران منذ سنوات.

فقد نشرت الصحيفة مقالا تحليليا مطولا لأستاذ التاريخ والعلاقات العامة في جامعة بوسطن البروفيسور أندرو باسيفيتش قال فيه إن من شأن الاتفاق إحداث تغيير على مستوى الشرق الأوسط على النطاق الأوسع، وأوضح أن اتفاق النووي الإيراني يعتبر في حال نجاحه الخطوة الأولى نحو الاستقرار في المنطقة برمتها.

وحذر الكاتب من فشل الاتفاق، وقال إن فشل اتفاق النووي سيزيد من حالة الفوضى والاضطرابات التي يعانيها الشرق الأوسط، خاصة في ظل فشل إستراتيجية إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في إيجاد حلول لأزمات المنطقة.

عقوبات
وأضاف أن سمعة أوباما كرجل دولة تتوقف بشكل كبير على نجاح الاتفاق، وأشار إلى أن إيران تسببت بكثير من المتاعب لدول المنطقة في أعقاب العقوبات الدولية المفروضة عليها، وأنها شكلت تهديدا جعل الولايات المتحدة تتحرك لاحتوائها.

وأشار باسيفيتش إلى أن الرئيس أوباما يدرك أكثر من أي وقت مضى أن التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط يأتي بنتائج عكسية، وذلك منذ التدخل في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي أو غزو العراق أو الحرب في الصومال أو أفغانستان أو ليبيا.

وأضاف أن أوباما أراد أن يأتي بشيء مختلف في الشرق الأوسط فأخذ على عاتقه مبادرة اتفاق النووي الإيراني، وأراد أن يخلص الجيش الأميركي من الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط، وأن يجعل دول المنطقة تتحمل جزءا من المسؤولية التي تنوء بها القوى العظمى.

وأوضح الكاتب أنه يمكن لدول بالشرق الأوسط أن تلعب دورا أكبر في العمل على استقرار المنطقة، وأن إيران يمكنها أن تتعاون معها في هذا المجال. وأضاف أنه لا يمكن لإيران العمل على استقرار المنطقة ما لم تشعر بأنها لاعب رئيسي فيها.

لاعب أساسي
واختتم بالقول إن من شأن اتفاق النووي منح إيران هذه الفرصة، وبالتالي تحول إيران من مفسد وباعث على الاضطراب في المنطقة إلى لاعب أساسي يشارك في استقرارها، ويسهم في مساعدة الولايات المتحدة على الخروج من مستنقع الشرق الأوسط.

كما تحدثت الصحيفة في تحليل آخر كتبه مارشال إنغويرسون عن إمكانية التعاون المثمر بين إيران والولايات المتحدة بعد كل الذكريات المرة التي سادت لعقود بين الطرفين، وأوضح الكاتب أنه يمكن إعادة تطبيع العلاقات على مستوى الشعبين الإيراني والأميركي.

وأوضح أنه يمكن للأميركيين ألا يأخذوا هتافات الإيرانيين مثل "الموت لأميركا" على محمل الجد، وأضاف أن اتفاق النووي قد يفتح آفاقا أوسع على المستويين الإقليمي والدولي.

يشار إلى أن رفع العقوبات عن إيران بموجب اتفاق النووي سيدخل حيز التنفيذ مع نهاية العام الجاري، وذلك بعد أن تتأكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تفي بالتزاماتها المنصوص عليها بالاتفاق.

المصدر : الجزيرة + كريستيان ساينس مونيتور