تحريض بصحف إسرائيل على الإسلام والمسلمين

غلاف صحيفة إسرائيل اليوم التي ركزت على التحريض على مسلمي أوروبا
غلاف صحيفة "إسرائيل اليوم" الذي ركز على التحريض على مسلمي أوروبا (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-رام الله

لا زال الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو والمتجر اليهودي في باريس يحظى باهتمام واسع في الصحافة الإسرائيلية، حيث ركزت في تناولها اليوم على التحريض ضد الإسلام والمسلمين، وخاصة مسلمي أوروبا، كما سخرت من مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مسيرة باريس.

ففي تحريض مباشر على مسلمي أوروبا، كتب نسيم دانا في صحيفة إسرائيل اليوم يقول إن أعداد المسلمين آخذة في التزايد في أوروبا، زاعما أنها تتثقف وتربي أبناءها على العداء للمسيحية، وتصبح قوة حاسمة في الحملات الانتخابية، وفي المقابل يتشبث الأوروبيون بمبادئهم الديمقراطية التي تحترم حق الإنسان في الاعتقاد والتعبير والحريات الشخصية.

موشيه آرنس:
إخراج حركة حماس من قائمة المنظمات الإرهابية على يد الاتحاد الأوروبي شاهد على أن أوروبا تفرق بين "أنشطة الإرهاب الإسلامي المتطرف ضد أهداف أوروبية، وبين تلك التي تنفذ ضد أهداف إسرائيلية"

أسلمة أوروبا
ويضيف أن "عملية الأسلمة الجارية في أوروبا هي الآن في تصاعد، فيوم الجمعة يستغل لدعم العقيدة الإيمانية وللتحريض ضد الأوساط غير الإسلامية"، ولم يتوقف هجوم دانا على المسلمين، بل هاجم الإسلام زاعما أنه منذ وُلد وهو في حرب مستمرة ضد كل العالم.

وفي صحيفة معاريف اتهم أفيشاي عبري الإسلام بالوقوف وراء "الهجمات الإرهابية"، معتبرا أنه يوجد طريق لوقف المخربين الأفراد، وفق تعبيره.

وتابع أنه لو تعاملت أوروبا مع الإرهابيين كطليعة جيش أجنبي يهدد باحتلالها -وهكذا ينبغي التعاطي معهم- لكانت حلت بسهولة المشاكل الفنية التي ينطوي عليها العثور على "المخربين الأفراد" وردعهم، كما قال.

وخلص الكاتب إلى أن أوروبا تعيش صدمة سنوات الحرب العالمية، وهي ترى في الحرب المصيبة الأفظع من كل شيء وترفض الاعتراف بضرورتها، لكنها ستكتشف قريبا الأسوأ وهو الخسارة فيها، حسب الكاتب.

بذات اللهجة تناولت مونيكا هرنروت روتشتاين الحدث في صحيفة إسرائيل اليوم فكتبت تقول "يعيش العالم اليوم نفس المخاوف التي عاشها في الثلاثينيات عندما صعد النازيون إلى السلطة، والفارق هو أن الإرهاب الإسلامي يسيطر اليوم على القارة الأوروبية، الأمر الذي يدفع اليهود إلى الرحيل عنها بسبب الخوف كما حدث في الماضي بالضبط".

وفي هآرتس كتب موشيه أرنس محرضا على مسلمي أوروبا، معتبرا أن "التفهم" الذي يوليه الغرب للأنشطة "الإرهابية الإسلامية ضد إسرائيل أو اليهود لا تمنحهم الحصانة من اعتداءات مماثلة ضدهم".

وتابع الكاتب أن "الإسلام الراديكالي قد أعلن الحرب على الغرب"، وحاول الربط بين عمليات ينفذها فلسطينيون ضد الاحتلال واستهداف مصالح يهودية في باريس.

لكنه عاد وأكد أن إخراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من قائمة المنظمات الإرهابية على يد الاتحاد الأوروبي "شاهد على أنه يفرق بين نشاط الإرهاب الإسلامي المتطرف ضد أهداف أوروبية، وبين تلك التي تنفذ ضد أهداف إسرائيلية".

‪يديعوت هاجمت نتنياهو، وهآرتس اعتبرت مشاركته بمسيرة باريس مهينة‬ (أسوشيتد برس)
‪يديعوت هاجمت نتنياهو، وهآرتس اعتبرت مشاركته بمسيرة باريس مهينة‬ (أسوشيتد برس)

سلوك فظ
تناولت بعض الصحف بسخرية مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مسيرة باريس، فوصفت صحيفة هآرتس نتنياهو بأنه كان ضيفا غير مرغوب فيه، مضيفة أنه يحق لمواطني إسرائيل أن يتساءلوا "لماذا رئيس وزرائهم بالذات غير مرغوب فيه؟"

وأضافت الصحيفة أن دعوة نتنياهو لمواطني فرنسا اليهود للهجرة إلى إسرائيل أهانت الفرنسيين وقيادتهم، فضلا عن أن تصريحاته تخدم "منظمات الإرهاب الإسلامية"، حسب وصف الصحيفة.

ومن جهتها، هاجمت يديعوت أحرونوت في افتتاحيتها نتنياهو، ووصفت سلوكه في مسيرة باريس بالفظ، "مما يشير إلى ظاهرتين ترتبطان الواحدة بالأخرى: الأولى أن رئيس وزرائنا أصبح شخصية مكروهة من زعماء أوروبا، والثانية أن سلوكه لم يأتِ لتعزيز الشرف الإسرائيلي بل لتسويق نفسه بكل ثمن".

وعبرت الصحيفة عن خجلها لرؤية الزعيم الإسرائيلي يتدافع نحو الحافلة كأول الزعماء، وبعد ذلك يشق بمرفقه لنفسه مكانا في الصف الأول بين رؤساء الدول الذين ساروا بصمت بينما كان يلوح بيديه نحو الواقفين على الشرفات على طول الطريق.

عزلة إسرائيل
في خبرها الرئيسي، توقعت صحيفة يديعوت أحرونوت اشتداد المقاطعة لإسرائيل العام الحالي، ورجحت أن يقود الجمود السياسي إلى ضرر اقتصادي على إسرائيل.

وتحدثت الصحيفة عن توقع سياسي قاتم وصفته بالسري ووزعته وزارة الخارجية على الممثليات الإسرائيلية حول العالم قبيل 2015، مقتبسة منه أن "الانجراف السياسي ضد إسرائيل سيستمر بل وسيشتد".

وتشير الوثيقة الموقعة من نائب مدير عام التنسيق في وزارة الخارجية جلعاد كوهين إلى سلسلة طويلة من العقوبات والمقاطعات الاقتصادية التي من المتوقع أن تمس بإسرائيل بشدة كنتيجة للجمود السياسي.

وذكرت أن من بين التهديدات التي تستعد لها وزارة الخارجية "تشديد المقاطعة على بضائع المستوطنات، وتقليص التصدير الأمني، وتوريد قطع الغيار لإسرائيل، وإمكانية طلب الاتحاد الأوروبي في المستقبل تلقي تعويضات من إسرائيل عن أضرار تسببت بها للمشاريع التي يمولها في الأراضي الفلسطينية".

المصدر : الجزيرة