ذبح تنظيم الدولة صحفيين أميركيين يصدم العالم

مقاتلو داعش في الفلوجة بالعراق
عدد من مقاتلي تنظيم الدولة ينتشرون في مدينة الفلوجة غرب بغداد في العراق (رويترز)

تثير عمليات الذبح التي يتبناها تنظيم الدولة الإسلامية بحق صحفيين أجانب موجة غضب صادمة في العالم، لدرجة هيمنتها على اهتمامات الصحف العالمية ومنها الأميركية، وتحدث بعض الصحف مطولا عن مقتل الصحفيين الأميركيين.

فقد نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب كريستوفر هاربر أشار فيه إلى قيام تنظيم الدولة بتبني عمليتي ذبح صحفيين أميركيين اثنين أولهما جيمس فولي أواخر الشهر الماضي والآخر ستيفن سوتلوف قبل يومين.

وأوضح الكاتب أن عرض التنظيم عمليتي الذبح المؤلمتين والمرعبتين بتقارير فيديو على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب أمر يدعو إلى الغضب والحزن والصدمة في شتى أنحاء العالم.

وأضاف الكاتب أن تنظيم الدولة يحقق فوزا في الحرب الدعائية الإعلامية مستغلا وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي على حد سواء، وأنه يستغل هذه الوسائل الإعلامية لإغراء وجذب المقاتلين من حول العالم كي ينخرطوا في صفوفه، ومن أجل التخويف وبث الرعب على المستوى العالمي.

كاتب أميركي: ما مدى انسجام ما ينشره تنظيم الدولة من عمليات ذبح قاسية مع مواثيق الشرف ومبادئ المهنة لدى وسائل الإعلام المختلفة حول العالم؟

ذبح ومواثيق إعلام
كما تساءل الكاتب عن مدى انسجام ما ينشره تنظيم الدولة من عمليات ذبح قاسية مع مواثيق الشرف ومبادئ المهنة لدى وسائل الإعلام المختلفة حول العالم.

كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتبة مارغريت سوليفان تساءلت فيه عن ما إذا كان من الواجب على الصحيفة ممارسة التعتيم على صور الفيديو التي بثها تنظيم الدولة لذبح الصحفيين الأميركيين بتلك الطريقة الوحشية المرعبة؟

وأوضحت أن تلك الصور تمثل دعاية للتنظيم كي يستقطب مجندين جددا من شتى أنحاء العالم، وأن الصحيفة بثت صورا على نسختها الورقية بالأبيض والأسود في صفحة داخلية من حجم معتدل مأخوذة من فيديو التنظيم لعملية ذبح ستيفن سوتلوف ولم تنشر تقرير الفيديو نفسه.

مهنة المخاطر
كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب نيكولاس كريستوف أشار فيه إلى الأخطار التي تنتظر الصحفيين، في مواقع النزاعات حول العالم، وأعرب فيه عن عميق الحزن والأسى على ما جرى لزميليه في المهنة.

كما علقت صحيفة وول ستريت جورنال على مقتل الصحفي سوتلوف بالقول إن "الجهاديين" ذبحوه لكونه صحفيا أميركيا من أصل إسرائيلي، ولأنه مهتم بشؤون الشرق الأوسط ولأنه كان في قمة عطائه إثر هجمات سبتمبر/أيلول 2001.

من جانبها تحدثت مجلة فورين بوليسي عن ما سمتها مهنة المخاطر وأشارت إلى أن كل الصحفيين الذين يلاقون حتفهم ليسوا جنودا بالزي العسكري ولا هم شركاء في القتال بالمعارك التي تدور رحاها بين المتنازعين.

وتحدثت فورين بوليسي في تقرير منفصل عن تنظيم الدولة وعن كيفية إعلانه الخلافة الإسلامية، وقالت إن التنظيم الذي انشق عن تنظيم القاعدة لا تقف أطماعه عند مجرد السيطرة على بقعة من الأرض في كل من العراق وسوريا.

ردود فعل
يُشار إلى أن ذبح تنظيم الدولة الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف دفع واشنطن إلى تعزيز قواتها في بغداد والإسراع في السعي لبناء تحالف دولي لمجابهة هذا التنظيم، كما أطلق الحادث إدانات من عدة دول غربية وسياسيين عراقيين.

وكان مقاتلو تنظيم الدولة قد أعلنوا عن ذبح الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف، ونشروا فيديو للعملية قبل البارحة. ويظهر الفيديو الجديد -الذي حمل عنوان "رسالة ثانية إلى أميركا"- سوتلوف جاثيا على ركبتيه ومرتديا قميصا برتقاليا وإلى جانبه مسلح ملثم يحمل سكينا.

وأدان المسلح الملثم الهجمات الأميركية على "الدولة الإسلامية" قبل أن يقطع عنق سوتلوف، ثم يعرض رهينة بريطانيا متوعدا بقتله قائلا "لقد عدت يا أوباما. لقد عدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة تجاه الدولة".

وكان تنظيم الدولة قد توعد بقتل سوتلوف في شريط مماثل أظهر قطع رأس زميله الأميركي جيمس فولي وبث على الإنترنت يوم 19 أغسطس/آب الماضي. وأكد التنظيم أن سوتلوف سيكون الضحية الثانية إذا لم توقف الولايات المتحدة قصفها مواقع الدولة.

وقد لقي حادث ذبح سوتلوف ردود فعل غاضبة ومستنكرة، ووصفته تصريحات قادة غربيين وعراقيين بأنه "مثير للاشمئزاز وهمجي" ودليل على ضرورة أن يعمل العراق والغرب معا لهزيمة تنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية