استفتاء استقلال أسكتلندا في الصحف البريطانية

Pro and anti-independence supporters wave posters outside a campaign event in favour of the union in Clydebank, Scotland, September 16, 2014. The referendum on Scottish independence will take place on September 18, when Scotland will vote whether or not to end the 307-year-old union with the rest of the United Kingdom. REUTERS/Dylan Martinez (BRITAIN - Tags: POLITICS TPX IMAGES OF THE DAY)
مؤيدون ومعارضون لاستقلال أسكتلندا (رويترز)

أولت افتتاحيات الصحافة البريطانية اهتماما خاصا بالاستفتاء المقرر اليوم على استقلال أسكتلندا عن المملكة المتحدة، حيث تباينت ردود الفعل حول هذا الحدث المهم.

فقد كتبت صحيفة ديلي تلغراف أن استفتاء اليوم يمثل أهمية كبيرة، حيث سيواجه الأسكتلنديون خيارا سيكون لعواقبه صدى واسعا لعهود قادمة، ما إذا كانوا سينفصلون عن اتحاد ظل صامدا لأكثر من ثلاثمائة عام ويصيرون دولة مستقلة.

وترى الصحيفة أنه من المهم جدا في ظل هذه الظروف أن يصل الناخبون إلى هذا الخيار وهم على معرفة كاملة بالحقائق وبحرية ضمير كاملة، وأضافت أن نتيجة الاستفتاء غير مؤكدة أكثر من أي وقت مضى، ويبدو أن بعض النشطاء غير راغبين في السماح بتلك الحرية لشركائهم في الوطن، وأشارت في ذلك إلى وجود لهجة حادة ومسيئة في النقاش، سواء على الإنترنت أو بشكل مباشر، وأن أغلبية اللغة العنيفة جاءت من المعسكر المنادي بـ"نعم".

أما افتتاحية غارديان فترى أن استفتاء أسكتلندا اليوم يمكن أن يقدم هدية أخرى إلى بريطانيا لتشكيل الاتحاد من جديد، ووصفت الصحيفة الحملة بأنها لا مثيل لها على الجزر البريطانية، وأنها أشبه بمداولات حقيقية وصلت إلى أصغر بلدة وأبعد مجتمع ريفي.

وأشارت الصحيفة إلى أن حل الاتحادات غالبا ما يكون مادة للحرب والعنف، لكن أسكتلندا ستسوي هذه المسألة بالغة الأهمية سلميا من خلال تصويت ودون إطلاق أي عيار ناري، وهو أمر سيثير حسد البعض.

أسكتلندا على موعد مع القدر اليوم وهي تتخذ أهم قرار لها خلال ثلاثة قرون وهو ما يمكن أن يغير البلد إلى الأبد، ومن ثم قد يكون تفكك بريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية وشيكا

دولة ناجحة
ومن جهتها، علقت صحيفة إندبندنت بأن مصير المملكة المتحدة على المحك، وقالت إن ما أشارت إليه استطلاعات الرأي قبل بضعة أشهر بأنه كان غير مرجح أصبح الآن احتمالا ملموسا، وهو أن الجزر البريطانية ستستيقظ لتجد أن أسكتلندا التي كانت جزءا من اتحاد دام أكثر من ثلاثمائة عام قد استقلت بنفسها.

وقالت الصحيفة إن انفصال أسكتلندا -إذا ما حدث- لن يشكل كارثة كما يدعي البعض، وإن استقلالها -كما اعترف على مضض البرلماني العمالي أليستير دارلينغ- سيجعل منها دولة ناجحة.

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة تايمز في افتتاحيتها أيضا أن أسكتلندا على موعد مع القدر اليوم وهي تتخذ أهم قرار لها خلال ثلاثة قرون، وهو ما يمكن أن يغير البلد إلى الأبد، ومن ثم قد يكون تفكك بريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية وشيكا.

وقالت الصحيفة إن تصويت اليوم له أهمية كبيرة لأن آثاره ستكون لها ديمومة أكبر بكثير من أي انتخابات عامة، إذ إن المواطنين الأسكتلنديين لديهم الفرصة لربط الأجيال القادمة بالاستقلال، وبالرغم من ذلك تعتقد الصحيفة أنه ينبغي على مواطنيها أن يرفضوا الاستقلال لأن أسكتلندا خلال الأعوام الـ15 الماضية نمت اقتصاديا ومجازيا إلى دولة واثقة من نفسها في ظل الاتحاد البريطاني، وأنها يمكن أن تعاني من تضاؤل قوتها الدبلوماسية إذا خرجت من تحت عباءة الاتحاد.

المصدر : الصحافة البريطانية