قطر تدعو الغرب لدعم المعارضة المعتدلة ضد الأسد

خالد العطية - وزير الخارجية القطري
الإرهاب ليس فقط بقطع الرؤوس بالرغم من بشاعته بل أيضا بإلقاء البراميل المتفجرة على الأطفال والنساء (الجزيرة)

أولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين اهتماما بعدة مواضيع من بينها مقابلة مع وزير الخارجية القطري خالد العطية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لدحر تنظيم الدولة الإسلامية والشراكات الغريبة التي تنجم عنه. 

فقد نشرت صحيفة فايننشال تايمز مقابلة حصرية مع وزير الخارجية القطري خالد العطية بالدوحة حث فيها الغرب على دعم المعارضة السورية المعتدلة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت إن العطية يسعى لإعادة تركيز انتباه الغرب على إرهاب النظام السوري، ونفى خلال المقابلة مزاعم قيام شخصيات قطرية بتمويل تنظيم الدولة.

ودعا العطية الدول العربية إلى الوقوف إلى جانب المعارضة السورية المعتدلة بدعمها وتدريبها وتمكينها لاستعادة بلادها، وشدد على أن "الأوان لم يفت أبداً" لدعم المعارضة ودعوة النظام السوري إلى طاولة المفاوضات، وحث على توجيه اهتمام متساوٍ لدور النظام في القتل الجماعي الذي ينتهجه في الحرب السورية.

وأوضح الوزير القطري خلال المقابلة أن "الإرهاب ليس فقط بقطع الرؤوس، بالرغم من بشاعته، بل أيضا بإلقاء البراميل المتفجرة على الأطفال والنساء، ويجب أن نكون واضحين وألا يخرجنا هذا عن جادة الصواب".

وحث العطية الحلفاء الغربيين على عدم جمع كل الجماعات المسلحة تحت مظلة واحدة، وقال إن قطر لم تتعامل مع تنظيم الدولة أو جبهة النصرة ولكن مع جماعة أحرار الشام السورية "الخالصة" التي تكبدت خسائر فادحة في قتالها ضد تنظيم الدولة، وأضاف أن جبهة النصرة كانت قد بعثت "رسائل إيجابية" للمجتمع الدولي في محاولة للنأي بنفسها عن تنظيم الدولة.

استعداد أوباما لقيادة القتال ضد تنظيم الدولة يتناقض مع كلامه عن تقليص دور واشنطن على الساحة العالمية عندما أعلن فور فوزه بالرئاسة نهاية الحرب بالعراق لكنه بعد ست سنوات أعلن عن مشاركة عسكرية أخرى هناك

شراكات غريبة
ومن جانبها، انتقدت صحيفة أوبزيرفر استعداد الرئيس الأميركي باراك أوباما لقيادة القتال ضد تنظيم الدولة بأنه يتناقض مع كلامه عن تقليص دور الولايات المتحدة على الساحة العالمية، عندما أعلن فور فوزه بالرئاسة نهاية الحرب بالعراق لكنه بعد ست سنوات أعلن عن مشاركة عسكرية أميركية أخرى هناك.

وترى الصحيفة أن الرئيس أوباما لا يختلف في سياسته الخارجية عمن سبقه بأنه لا يستطيع إبقاء نفسه بعيدا عن مستنقع ما يعرف بـ"الخصوصية الأميركية" -وهي الاعتقاد بأن الولايات المتحدة مختلفة عن بقية الدول ولديها مهمة عالمية محددة لنشر الحرية والديمقراطية- وهذا ما اتضح في خطابه الأسبوع الماضي عندما أعلن إستراتيجية أميركا لـ"الحط من شأن ودحر" تنظيم الدولة، وقال إن "القيادة الأميركية هي الشيء الثابت الوحيد في عالم غامض، وأميركا هي التي لديها القدرة والإرادة لتعبئة العالم ضد الإرهاب".

وفي السياق، كتبت صحيفة إندبندنت أن الخوف الشائع من تنظيم الدولة ينتج شراكات غريبة بأنحاء المنطقة، وأشارت في ذلك إلى المليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا بالعراق التي حررت بلدة أميرلي من أيدي تنظيم الدولة، وقالت إن تقدم هذه المليشيات، بالرغم من أنها اعتادت قتل الجنود الأميركيين بالسابق، سهل الغارات الجوية الأميركية، وأضافت أن مئات الضباط من الحرس الثوري الإيراني موجودون بهذه المليشيات كقادة ومستشارين دون أي اعتراض من واشنطن.

وأشارت الصحيفة إلى التحالف الذي تسعى واشنطن لتشكيله من الدول السنية بالمنطقة، وهو ما أطلق عليه بعض المراقبين "تحالف الكارهين" لأن أعضاءه حذرون بشأن مواجهة تنظيم الدولة، وهناك أيضا دول وحركات ناشطة بالفعل في قتال التنظيم على الأرض، لكن العديد منها طالما كانوا أعداء لدودين لأميركا وبريطانيا مثل الحركة الكردية السورية وجزء من حزب العمال الكردستاني وحزب الله اللبناني وغيرهم.

المصدر : الصحافة البريطانية