تلغراف: إستراتيجية أوباما ستطيل أمد الصراع

إستراتيجية أوباما لمحاربة تنظيم الدولة بالعراق وسوريا

هيمن خطاب وإستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما للتصدي لـتنظيم الدولة الإسلامية على مقالات الرأي بالصحف البريطانية الصادرة اليوم الجمعة بين منتقدة ومؤيدة لها.

فقد انتقد مقال ديلي تلغراف ما قاله أوباما قبل أسبوعين بأنه لم تكن لديه إستراتيجية للتعامل مع تهديد تنظيم الدولة، وها هو بخطابه الأخير عشية ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر يعلن أن لديه خططا للتصدي لتهديد التنظيم. وترى الصحيفة أن هناك مشكلة في الإستراتيجية التي أعلن عنها، وهي أنها ستطيل أمد الصراع ولن تنهيه، خاصة وأن هناك نفورا من إنزال قوات أميركية وبريطانية على الأرض.

وأشارت الصحيفة إلى أن كل ما ستفعله أميركا وحلفاؤها هو قصف مواقع تنظيم الدولة بالعراق وسوريا، واعتبرت ذلك غير كاف وعواقبه ستكون وخيمة ولن يحقق الأهداف المعلنة بتدمير التنظيم، وختمت بأن واجب الحكومتين الأميركية والبريطانية يحتم اتخاذ الإجراء المناسب لحماية شعبيهما وأن تحويل المسؤولية لجهات أخرى قد يكون ملائما من الناحية السياسية لكنه من غير المرجح أن يوفر الاستقرار والأمن الطويل الأمد الذي تستحقه.

دعم أميركي
أما مقال فايننشال تايمز، فقد أكد ضرورة ترك أميركا دحر تنظيم الدولة للجهات المحلية والدول الإقليمية التي نشأ فيها هذا التنظيم نتيجة سياساتها الضعيفة ولأنها هي المتضرر الأكبر منه، ومع ذلك لا يمكن توقع دحر هذه الدول لهذا التنظيم بدون دعم أميركا.

وأضاف المقال أن إمكانية الولايات المتحدة لتفادي التورط في حرب طويلة تتوقف على كيفية تحديدها لدورها في هزيمة التنظيم.

واعتبرت الصحيفة قيادة أميركا للمرحلة الأولى من العمل العسكري منطقية لمنع تنظيم الدولة من بسط سيطرة واضحة على الأراضي التي يطمح فيها، لكن لا يمكن لها أن تتحمل مسؤولية التدمير الدائم للتنظيم، وإلا فإن البديل هو الالتزام بقتال طويل، وهو ما يزيل الضغط عن دول المنطقة للتحرك، وأن الرأي العام الغربي غير مستعد لتحمل هذه التكلفة.

ومن جانبها، كتبت غارديان أن آخر شيء يحتاجه العراق هو عمل عسكري آخر يقوده الغرب بطريقة خاطئة، وقالت إن التدخلات السابقة بالمنطقة ساهمت في تشكيل تنظيم الدولة والقاعدة، ولكن يبدو أن بريطانيا وأميركا لم تستوعبا الدرس.

وقالت الصحيفة إن إعلان أوباما عن إستراتيجيته الجديدة للتعامل مع "التمرد الإرهابي" بالعراق قد وضعه على مسار تصادمي خطير مع سوريا والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، وأكبر عائق أمام أميركا والهيمنة الإقليمية الإسرائيلية ألا وهو إيران.

أوباما يحاول أن يروج للشعب الأميركي حربا أخرى غير مرغوبة من خلال خطابه الذي ألقاه قبل يومين بالرغم من الحقيقة غير المريحة أنه هو الرئيس الذي سعى لإنهاء حروب أميركا في الشرق الأوسط

حرب ذكية
وفي السياق، انتقدت افتتاحية إندبندنت موقف الرئيس أوباما من حرب العراق الذي بدا لها متناقضا، وقالت إنه جاء للسلطة بعد معارضته للحرب وظل على ذلك خلال فترة رئاسته الأولى، ولكن لكي ينقذ فترته الثانية وجد نفسه مساقا إلى نفس المستنقع.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما جعل أوباما يغير موقفه هو تلك التحذيرات الرهيبة من السياسيين والخبراء بأن تنظيم الدولة يشكل تهديدا لأراضي الولايات المتحدة أكبر من الذي شكله تنظيم القاعدة في سبتمبر/أيلول 2001.

وأشار مقال آخر، بنفس الصحيفة، إلى أن أوباما يحاول أن يروج للشعب الأميركي حربا أخرى غير مرغوبة من خلال خطابه الذي ألقاه قبل يومين بالرغم من الحقيقة غير المريحة أنه هو الرئيس الذي سعى لإنهاء حروب أميركا بالشرق الأوسط.

أما افتتاحية تايمز، فقد أشادت بخطة أوباما واعتبرتها الرد الصحيح على تهديد تنظيم الدولة، وحثت بريطانيا والدول الأوروبية والعربية المعنية على دعم هذا التدخل العسكري، وأشارت الصحيفة إلى وجود مخاطر كبيرة الأيام المقبلة، لكنها أكدت أن تجربة الغارات الجوية الأميركية أثبتت فعاليتها في إمكانية إنقاذ الأرواح. وختمت بأن هذه الحرب ذكية ويجب أن تخاض وتقاد جيدا وأنها حرب العصر الحديث.

المصدر : الصحافة البريطانية