صحف بريطانية تعلق على أوضاع شمال العراق

نزوح العائلات المسيحية واليزيدية من الموصل
نزوح العائلات المسيحية واليزيدية من الموصل (الجزيرة)

سلطت مقالات وتقارير الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين على سوء أوضاع الأقلية اليزيدية في العراق والنداءات الدولية بالتدخل لحمايتهم.

فقد كتبت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها أنه بسبب مشاركة الغرب في حرب العراق فإن عليه التزاما الآن بالتدخل مرة ثانية لحماية الأقلية اليزيدية ووقف الإبادة الجماعية التي ترى الصحيفة أنها تتعرض لها من تنظيم الدولة الإسلامية، وأن هذا هو أهم دافع لقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بتفويض ضربات جوية أميركية ضد تنظيم الدولة في العراق ومن أجل وصول الرحلات الجوية الإنسانية البريطانية.

وتشير الصحيفة إلى أن الإجراء الأميركي ليس مبررا فقط بل عادل، ولكن مع ذلك يجب أن تكون هناك حدود لهذا التدخل الأميركي والبريطاني، وتضيف أن أي نظام يساعد الغرب على تثبيته أو استعادته يجب أن يكون شاملا ومحترما للأقليات.

وفي السياق، أشار مقال بصحيفة ديلي تلغراف إلى تعرض الديانات والحضارات القديمة في الشرق الأوسط لتدمير منهجي، بينما يقف العالم متفرجا ولا يحرك ساكنا. وقالت الصحيفة إن هذا الاضطهاد للأقليات الدينية والعرقية قد بلغ حد الإبادة الجماعية مع ظهور تنظيم الدولة في سوريا والعراق.

ملاذات آمنة

مساعدة الأقليات التي تعيش في هذه المنطقة من العالم -خاصة الأكراد- واجب أخلاقي تتحمله بريطانيا قبل غيرها

وترى الصحيفة أن الأقليات العراقية بحاجة إلى حماية دولية بتوفير "ملاذات آمنة" لها، وأن هذا الأمر يمكن تحقيقه بتفويض قوة دولية أممية تشكل من عدة دول، وإذا كانت الأمم المتحدة لا تستطيع منع هذه الإبادة الجماعية فإن أسئلة صعبة ستطرح عن جدوى وجودها على الإطلاق.

وفي تقرير بالصحيفة نفسها لمراسلها جوناثان كرون كتب أن اليزيديين يصارعون الموت وسوء الأوضاع الإنسانية من تفشي الأمراض بسبب ندرة المياه للشرب أو الاستحمام بعد أن حاصرهم مسلحو تنظيم الدولة على سفح جبل سنجار شمالي العراق. وأشار المراسل إلى أن أفراد الطائفة لم يعد أمامهم سوى يوم أو يومين على الأكثر قبل أن يقضي عليهم الموت بشكل جماعي إن لم تتم مساعدتهم.

وأشار مقال آخر بصحيفة ديلي تلغراف أيضا إلى أن التغييرات التي تحدث في خريطة شمال العراق لا تصدق، وأن المتعصبين هناك ينتشرون كالنار في الهشيم، وأن تفكك المنطقة يحدث بسرعة كبيرة.

وأكدت الصحيفة على ضرورة مساعدة الأقليات التي تعيش في هذه المنطقة من العالم -خاصة الأكراد- لأنه واجب أخلاقي تتحمله بريطانيا قبل غيرها لأنها هي التي اتخذت قرارها في بداية عشرينيات القرن الماضي بتجاهل الانقسامات العرقية الواضحة ولم تعمل على تشكيل دولة كردية.

المصدر : الصحافة البريطانية