واشنطن بوست: إنهاء حصار غزة يحقق السلام

صور من آثار العدوان الإسرائيلي على غزة
صور من آثار العدوان الإسرائيلي على غزة (الجزيرة)

هيمنت الحرب في غزة على مقالات الرأي وتحليلات الصحافة الغربية الصادرة اليوم.

فقد كتبت صحيفة ديلي تلغراف في مقالها أن غزة تعاني حربا لا معنى لها، وأن هناك إشكالية دبلوماسية بدت عندما حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري العمل مع حلفاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قطر وتركيا للخروج بمقترح لوقف إطلاق النار. وترى الصحيفة أن موقف مصر المناهض لحماس لم يؤت ثمرته المرجوة، ألا وهي ضرورة تحدث الوسطاء إلى طرفي النزاع وليس فقط الطرف الذي يميلون إليه.

وختمت الصحيفة بأنه إذا فشلت الدبلوماسية الحالية في تحقيق المرجو منها فقد تفوق هذه الحرب عملية "الرصاص المصبوب" التي جرت عام 2009 في الفتك وفداحة التدمير والمدة الزمنية التي كانت الأسوأ عنفا بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ الانتفاضة الثانية.

وفي السياق، علقت صحيفة غارديان على تحركات كيري الدبلوماسية على مدى العام المنصرم، والشهر الماضي بصفة خاصة، بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فقدت بوصلتها بشأن مبدأ أساسي وهو أنه ينبغي على أميركا أن تفيق من هوسها بنهايات سعيدة أو حلول نهائية للمعضلة الإسرائيلية الفلسطينية، لأنه لا يوجد في الوقت الحاضر أي من ذلك، سواء للمأزق في غزة أو للتحدي الأكبر.

وأشارت الصحيفة إلى أن كيري لم يستحق كل هذا الهجوم والنقد الذي وجه إليه من الصحافة والساسة الإسرائيليين بعد عودته من المنطقة مؤخرا، لكن بما أن ارتباك وقف إطلاق النار هو سيد الموقف الآن فيبدو أن كيري فهم الرسالة أن الولايات المتحدة بحاجة إلى أخذ هدف إسرائيل بنزع سلاح حماس على محمل الجد مهما بدا هذا الأمر غير محتمل الحدوث.

عجز أميركي
ومن جانبها، كتبت صحيفة إندبندنت في مستهل افتتاحيتها أن "عجز أميركا عن استخدام نفوذها على نتنياهو يومئ بفصل جديد مقلق في تاريخ الشرق الأوسط". وترى الصحيفة أنه بالرغم من أن المواطنين الأميركيين العاديين لا يعنيهم كثيرا ما يدور في العالم حولهم، فإن إسرائيل تستخدم أموال دافعي الضرائب الأميركيين لمحو غزة، ثم تتهم واشنطن بأنها غير ودية تجاهها.

أهل غزة يريدون ويستحقون كرامة الفرص الاقتصادية وحرية الحركة وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين في الغرب يتمنون أن تعبر أميركا عن نفاد صبرها من إسرائيل أكثر مما تفعل الآن. وأضافت أنه كلما قل المردود الجيد للسياسة الخارجية الأميركية وزادت تكلفتها قل حماس الناخبين الأميركيين لتأييدها.

وختمت إندبندنت بأن فشل أميركا في استخدام نفوذها على إسرائيل يفتح جبهة دبلوماسية جديدة مزعجة، فالولايات المتحدة ليست لديها الإرادة السياسية لوقف المساعدات الأميركية لإسرائيل ولا القوة لتطلب من الحكومة المتنمرة التي من المفترض أنها حليفتها التوقف عن المزيد من العدوان في غزة.

أما صحيفة واشنطن بوست الأميركية، فقد أشارت في مقالها إلى أن المدنيين في غزة عاشوا في عزلة مخيفة لعدة سنوات، وأن الوضع الراهن بالنسبة لهم هو استمرار للبطالة وانعدام الحرية ولا يبشر ذلك بالمستقبل المغري.

وقالت الصحيفة إن أهل غزة يريدون ويستحقون كرامة الفرص الاقتصادية وحرية الحركة، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة الذي يجب أن يدرس في إطار وقف لإطلاق النار. وأضافت أن من حق الإسرائيليين أيضا أن يعيشوا في مأمن من هجمات الصواريخ، ولكي يعيشوا آمنين يجب على حماس أن تتخلى عن صواريخها وأسلحتها الأخرى.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية